الاثنين، 25 مايو 2009



الدراسة بالانتساب والتعلم و التعليم عن بعد في أكاديمية التعليم المفتوح و الافتراضي في انجلترا
تعتمد أكاديمية التعليم المفتوح والافتراضي في انجلترا منهج
التعلم و التعليم عن بعد وهو أسلوب حديث في التعلم تطبق فيه الأكاديمية في لندن أحدث ما توصلت إليه مكتشفات تكنولوجيا التعليم والتعلم بالاستفادة مما أحدثه التقدم الهائل في وسائط الاتصال والتواصل وخاصة فيما يتعلق بشبكة المعلومات الدولية والتي افتتحت آفاقاً جديدة من فرص التعليم ومواصلة التعلم لكل راغب فيه وقادر عليه سواءً كان داخل انجلترا أو خارجها .
و إن نظام التعلم عن بعد هو النظام الأكثر حداثة ومرونة في العالم الحديث وهو يعني أن عمليتي التعليم والتعلم تتمان عن بعد من خلال استخدام أساليب ووسائل وطرق التعليم والتعلم غير المباشر ، مثل الكتاب المقرر ودليل الدراسة وشبكة الاتصالات الدولية ( الإنترنت ) والبريد الإلكتروني وغير ذلك من وسائط تكنولوجيا التعليم والتعلم المتوافرة والتي تسعد الأكاديمية بتوجيه طلابها لنيل الفائدة القصوى منها من خلال تقديم دليل واف ٍ لجميع الطلاب حول كيفية استثمار تقنيات التعليم عن بعد بالشكل الأمثل ، وإمكانية تقديم المشورة المستمرة من خلال قسم الدعم التقني في لندن على شبكة الإنترنت بشكل مستمر .
و تفخر أكاديمية التعليم المفتوح والافتراضي في انجلترا بالمعايير العلمية الراقية التي تتبناها والمناهج المتميزة التي تقدمها لطلابها .
والتي تتمثل فيما يلي :

1 ـ المواد المقروءة : مثل الكتب الدراسية بشكلها الإلكتروني والمطبوع والمرشدات الدراسية الداعمة التي تساعد في توجيه عملية الدراسة في مسارها الصحيح ولتضمن الاستخدام الأمثل والأكثر كفاءة لوسائل التعليم عن بعد .
2 ـ المواد العلمية المسموعة : مثل الأقراص الليزرية المسموعة التي يرتبط محتواها بالمادة العلمية المطبوعة ويتكامل معها دون أن يكون بديلاً عنها .
3 ـ المواد العلمية التفاعلية والتي تستخدم تقنيات شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) للولوج إليها مباشرة بشكل تفاعلي أو الحصول عليها من خلال البريد الإلكتروني الخاص بالطالب ، بحيث يمكن في نهاية المطاف تشكيل تكامل فريد من نوعه في تقديم المادة العلمية بأيسر طريق ممكن وبأكثر الطرق كفاءة ومعاصرة والتي تضمن حصول الطالب على أرقى مستوى تعليمي متاح في عالمنا الحديث
.
http://abahe.co,uk
الهام فوزى سيد


الجمعة، 22 مايو 2009

خصائص التعليم عن بعد إعداد / محمد محمد عزت محمود خليل

خصائص التعليم عن بعد
إعداد / محمد محمد عزت محمود خليل
يتميز هذا النوع من التعليم بخصائص تحدد ملامحة , وتميزه عن التعليم التقليدي السائد في مدارسنا وجامعتنا؛ ومن أهم الخصائص مايلي :
1- البعد المكاني بين الطالب والمعلم ؛ حيث يقوم نظام التعليم عن بعد على الفصل بين المعلم والطالب من حيث المكان , ومن ثم فأن دور المعلم وطبيعة أو اجراءت التفاعل بينه وبين الطالب تكاد تكون شكلية من خلال الصورة التي توضح صورة المعلم , وبذلك تختلف اختلافا جوهريا عن التعليم التقليدي .
2- تحدد المدرسة أو الجامعة الاتصال عن بعد بين الطلاب والمعلم بوسائل محددة. ويستخدم في عملية الاتصال عن بعد طريقة الحوار بالتليفون وجهاز كمبيوتر وشاشة عرض وأداة إلكترونية للرسم , كما لا يمكن إغفال أبسط طرق الاتصال المزدوج وأقدمها وهي اللقاء وجها لوجة والتي تنظمها بعض المدارس والجامعات ومعاهد التعليم بعد استكمالا لطرق التدريس يها
3- يتمز تظام التعليم عن بعد بأنة يتم من خلال التعلم في مجموعة واحدة أو اكثر من مجموعة , وأن التواجد في هذة المجموعات يتطلب توظيف أدوات تكنولوجيةللاتصال , وذلك بهدف حدوث التفاعل المطلوب في العملية التعليمية بين الطالب والمعلم وعناصر المنهج أو المقرر الدراسي .
4- تضع المدرسة أو الجامعة التي تطبق نظام التعليم عن بعد أهدافا محددة لطريقة التدريس للطلاب, وهنا يختلف التعليم عن بعد عن التعليم الذاتي الذي يستطيع الطالب من خلالة أن يحصل على المعلومات والحقائق دون تد خل من المعلم أو المدرسة أو الجامعة .
5- يعتمد نظام التعليم عن بعد على الوسائط التكنولوجية في تنفيذ البرامج والمناهج والمقررات؛ لان الوسائط التكنولوجية تعتبر أدوات أساسية للتعلم عن بعد . ويهدف القائمون على تطبيق هذا النظام من توظيف هذه الادوات الى التقليل من تكلفة التعليم ؛ وبخاصة في حالة تعليم أعداد كبير من الطلاب . لان الظروف الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية قد تعوق كثيرا من الطلاب من الاستفادة من التعليم التقليدي وبخاصة التعليم الجامعي . ومن هنا تكون الوسائط التكنولوجية هي البديل للتعليم التقليدي .
6- وفي ضوء الدراسات الاقتصادية لبرامج ومناهج ومقررات نظام التعليم عن بعد ؛ فإن تنفيذ تلك البرامج يتطلب تكاليف مالية مثل إنتاج برامج الحاسب الآلي , وأشرطة الفيديو والاجهزة والادوات الخاصة بإعداد المواد العلمية للمناهج والمقررات الدراسية , وتكلفة الارسال عبر محطات الاقمار الصناعية , وتكلفة تصميم نظم الاتصال التعليمي . هذا بالاضافة الى تكلفة تصميم نظم الاتصال التعليمي . هذا بالإضافة الى تكلفة إعداد المواد العلمية المطبوعة , وتكلفة أعضاء هيئة التدريس والإداريين بمراكز وحدات التعليم عن بعد ,وكذلك تكلفة إنجاز الاختبارات الدورية للطلاب .
7- يتطلب نظام التعليم عن بعد إنتاج البرامج والمناهج والمقررات الدراسية بواسطة المدرسية أوالجامعة أو المعهد , مثل (الكتب والمراجع والمواد المطبوعة, والشرائط المسموعة ,
أهمية التعلم عن بعد
إعداد / محمد محمد عزت محمود خليل
أدى التطور المتزايد في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى التوسع في استخدامها في المجالات التعليمية، مما أدى إلى زيادة كفاءة أشكال التعليم عن بعد، وبروز أنماط جديدة أكثر فعالية. ويمكن، من حيث المبدأ، التفرقة بين التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي، وبين التعليم عن بعد كمكمّل للتعليم التقليدي في سياق (التعليم متعدد القنوات) الذي تقوم فيه أشكال من التعليم عن بعد على نحو مرتبط ومكمل لمؤسسات التعليمية النظامية. وقد أصبح التعليم عن بعد، وتعدد القنوات التعليمية، عنصرين جوهريين، ومتناميين، في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة. ومن المعروف أن نسق التعليم في البلدان النامية يعاني من أوجه قصور ومشكلات، وعلى ذلك يمكن للتعليم عن بعد، خاصة في سياق التعليم متعدد القنوات، أن يساهم في مواجهة هذه المشكلات والعمل على حلها. وتقع على رأس قائمة القصور هذه مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي إما بسبب النوع أو البعد المكاني، أو الفقر. ولا يقل عن ذلك أهمية انخفاض نوعية التعليم، وضعف العلاقة بين التعليم ومقتضيات التنمية والتقدم. غير أن مشكلات نسق التعليم، وسمات السياق العام للتعليم في البلدان النامية، يمكن أن تُنتج أنماطاً من التعليم عن بعد مشوهة وقليلة الكفاءة إذا لم يخطط لها بروية، وتوفر لها الإمكانات الكافية. كذلك يمكن أن يؤدي تعدد القنوات التعليمية، دون تحسب دقيق، إلى تفاقم مشكلات تنظيم الأنساق التعليمية وإدارتها بكفاءة

إيجابيات ومعوقات التعلم عن بعد إعداد / محمد محمد عزت محمود خليل

إيجابيات ومعوقات التعلم عن بعد ايجابيات الدراسة بالتعلم عن بعد:1- التركيز على العملية التعليمية:حيث أن التعلم عن بعد يحول التعليـم إلى تعلــم وبالتالي يتم التركيز على العملية التعليمية، وستتحول إلى فائدة وتحصيل علمي واكتساب مهارات.2- تمكن المتعلم من الاعتماد على نفسه: حيث يعتمد على التعلم الذاتي، فالطالب يختار مصادره في التعلم...ويختار المقررات التي لها علاقة بعمله وتخصصاته. ولأنه سيختار هذه الدراسة بمحض الإرادة فأن المذاكرة والمثابرة ستتحقق على أعلى مستوى. (تجـــربة جامعة الأمارات ).3-سيخدم هذا النمط فئة الموظفين الذين تمنعهم ظروف عملهم من التفرغ للدراسة.معوقات الدراسة بالتعلم عن بعد:1- يشك البعض في مدى فاعلية ومصداقية التحصيل العلمي، ولذا يتوجب عند إقرار هذا النمط من الدراسة أن يكون في مؤسسات تعليمية ذات مستوى عالي من الجودة الأكاديمي.2- صعوبة التأقلم في الدراسة كونها تعتمد بشكل أساسي على التعلم الذاتي. 3- لابد للطالب الملتحق بهذا النمط أن يمتلك المهارات الفنية والتقنية العالية في الحاسوب.

ماهو التعلم عن بعد؟ تعريف التعلم عن بعد هو:برنامج أو دورة تعليمية تعتمد على استخدام الشبكة العنكبوتية وتقنياتها الحديثة من برامج صوت وصورة وقواعد بيانات لتقدم لك الدروس حيثما كنت وفي أي موقع على خارطة العالم تتواجد وفيه وتستطيع عن طريقه الإتصال بالإنترنت....ويعتبر في أغلب الأحيان دورة مساعدة لتعزيز القدرات وان كانت بعض الجامعات تقدم دراسات البكالوريوس والدراسات العليا الرسمية عن بعد....كما تعد هذه الطريقة هي الطريقة المثلى للأشخاص الذين ليس بإمكانهم الإنتظام بحضور الدروس التعليمية والإلتزام بجدول المحاضرات اليومية كما لايتطلب هذا النوع من التعليم إلى تفرغ تام،تستطيع الإنضمام إليه دون أن تترك وظيفتك أو دراساتك الأخرى...
طريقة التعليم عن بعد ومدى فعاليتها قد يكون التعليم عن بعد بنفس فعالية التعليم التقليدي لو اعتمد على خطة وبرامج تعليمية عالية المستوى يقوم عليها أساتذة متخصصون في هذا المجال إلى جانب الدراية بطرق التعامل مع التقنيات الحديثة للإستفادة القصوى،فأي ثغرة قد تؤثر على فعالية البرنامج وامكانية استيعابه والتفاعل معه. وهناك عدة وسائل تستخدم للتعليم عن بعد وأغلبها بعد تحديدك للدورة التي ترغب الإنضام اليها تقوم الجهة المختصة بتزويدك بالطريقة التي ستتواصل بها معها مثل:
1. برامج صوتية تقوم بتنزيلها من الإنترنت.
2. برامج لعرض أفلام فيديو تعليمية.
3. قواعد بيانات.
4. البريد الإلكتروني لإستقبال خطوات الدراسة والمنهج واستقبال اجاباتك.
وفي بعض الأحيان يكون هناك كتب أو أشرطة يرسلونها لك.
اسئلة لابد أن تسألها لنفسك قبل التسجيل في دورة دراسية عن بعد لابد من الحذر والتأكد من مصداقية الجهة المراد التسجيل بها وعليك أن تضع هذه الأسئلة أمامك:
1. هل للجامعة أو المعهد الذي ترغب بالإنتساب إليه موقع جغرافي معروف خارج الإنترنت؟يجب كذلك أن تبحث عن أرقام هواتفهم للتأكد.
2. هل ينتهي عنوان موقعهم على الشبكة العنكبوتية بـ(edu)؟هذا النطاق يمنح فقط للجهات التعليمية الموثوق بها.
3. هل الموقع مدرج في الأدلة الرئيسية المعروفة مثل(ياهو)؟المواقع الكبرى التي تحتوي على أدلة تقوم في العادة بالتحري والتدقيق قبل ادراج موقع ما في دليلها.
4. هل تقبل هذه الجهة الدفع بالبطاقات الإئتمانية؟هذه الطريقة هي الأكثر أماناً لأنها تضمن لك امكانية ايقاف عملية التسديد متى ما شعرت بعدم مصداقيتهم.
5. هل تعرف أحد له تجارب سابقة مع هذه الجهة؟غذا كانت الإجابة بلا فحاول أن تبحث عن المواقع التي تجري مقارنات بين مقدمي هذه الخدمة وتنشر ايجابياتهم وسلبياتهم.
سبق عرض هذه العناصر من قبل

سلبيات الأخذ بنظام التعليم عن بُعد: إعداد محمد محمد عزت محمود خليل

خامساً – سلبيات الأخذ بنظام التعليم عن بُعد:
إعداد / محمد محمد عزت محمود خليل
من أبرز سلبيات التعليم عن بعد ما يلي:
1. غياب القدوة والتأثر بالمعلم في هذا النوع من التعليم
2. لا يمكّن هذا النوع من التعليم من اكتشاف المواهب والقدرات لدى المتعلمين.
3. لا ينمي القدرة اللفظية لدى المتعلم.
4. قد يتسرب للمتعلم الملل من طول الجلوس أمام الأجهزة
5. غياب الجانب الإنساني في العملية التعليمية،لغيابه في الآلة
6. التعلم عن بُعد يضعف العلاقات الاجتماعية لدى المتعلم
7. يؤثر التعلم عن طريق الآلة على الناحية الصحية لدى المتعلم.
8. ارتفاع تكلفة هذا النوع من التعليم خاصة في بداية التأسيس و ما تحتاجه هذه المرحلة من أجهزة متطوّرة في وسائل الاتصال الحديثة وتقنيات المعلومات،وكذلك تكلفة الصيانة الفنية،إنها تكلفة تكنولوجيا التعليم و ما يرتبط بها من تكلفة إعداد المادة العلميّة وتصميمها وتكلفة الإرسال عبر الأقمار الصناعية وتكلفة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والفنيين العاملين بالمراكز المتخصصة [15]
9. التدريس بإسلوب التعليم عن بُعد يحتاج من المعلم الكثير من الوقت في إعداد المقررات،والتوصيف الدقيق لها،والمواد التفصيلية وكافة الوسائط المساندة التي سيعتمد عليها المتعلم عن بُعد،ويرى البعض أن الوقت المطلوب لإعداد مقرر عن بُعد يزيد بحوالي (66%) من الوقت المطلوب لإعداد مقرر عادي [16]
10. إن الوقت المطلوب للاستجابة إلى استفسارات المتعلمين إلكترونياً يزيد كثيراً عن الوقت المطلوب للإجابة على نفس الأسئلة في التعليم المعتاد وجهاً لوجه.



سادساً - مقترحات للأخذ بنظام التعليم عن بعد
إعداد / محمد محمد عزت محمود خليل
في ضوء ما سبق يقترح الأسلوب التالي للأخذ بنظام التعليم عن بُعد؛ نظراً للبعد الجغرافي بين المعلم والمتعلم في التعليم عن بُعد ولحاجة المتعلم صغير السن للتأثر بأخلاقيات المعلم وسلوكه فإنه من الأنسب أن يقتصر التعليم عن بُعد على التعليم الجامعي وما فوق،وقد أكدت الأبحاث العلميّة أن أداء الطلاب الأكبر سناً أفضل من غيرهم في التعليم عن بُعد؛ لأن العمر يوفر التمييز والانضباط الشخصيّ للطالب [ 17] إضافة إلى أن للطلاب كبار السن حاجات،وأهداف،وحوافز تدفعهم للتعلم،وأن يُستفاد منه في التدريب وإعادة التأهيل للموظفين الذين هم على رأس العمل،إضافة إلى أن الأخذ بالتعليم عن بُعد لا بد و أن يخضع للاعتماد الأكاديمي من جهات معتمدة " فإذا كانت الجامعات التي تنفذه معتمدة أكاديمياً فالغالب أن الشهادة التي تمنحها على نمط التعليم عن بُعد بنفس الجوّدة وتخضع لنفس المعايير التي تخضع لها شهاداتها في التعليم الحضوريّ " [18: 39] ،وأن يُنفذ تحت الإشراف المباشر للهيئات الأكاديمية لضمان مصداقيته،ولكي تظل المباديء التربوية كالجودة وطرق التدريس وأساليب التعلم هي المعايير الأساسية لتطوير مقررات التعليم عن بعد لابد أن يصمم تصميماً جيداً؛"لأن التصميم الجيد للتدريس عن بُعد يعزز من الجوانب الايجابية للتقنية المستخدمة ويقلل من سلبياتها المتوقعة" [33:19]، وأن يُركز فيه على الجانب التحصيلي للمتعلم، وأن تعقد الاختبارات بشكل منتظم في مواعيد محددة معروفة سلفاً لدى المتعلمين وتعقد داخل الجامعات وبرقابة تامة منها،إضافة إلى توفر التوجيه والإرشاد والإشراف الأكاديمي مما يسهل على المتعلمين السير في دراستهم.

مراجع البحث
1. الزكري،وآخرون " تقرير عن التعليم عن بُعد: الحاجة الماسّة والنموذج المقترح للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية" بحث غير منشور،1423هـ.

الثلاثاء، 19 مايو 2009

معوقات التعليم الالكتروني ............مصطفي عامر علي محمود

معوقات التعليم الإلكتروني :
التعليم الإلكتروني كغيرة من طرق التعليم الأخرى لديه معوقات تعوق تنفيذه ومن هذه العوائق (راجع : عبد الله بن عبد العزيز 1423هـ) :
1. تطوير المعايير : يواجه التعليم الإلكتروني مصاعب قد تطفئ بريقه وتعيق انتشاره بسرعة. وأهم هذه العوائق قضية المعايير المعتمدة.
2. الأنظمة والحوافز التعويضية من المتطلبات التي تحفز وتشجع الطلاب على التعليم الإلكتروني . حيث لازال التعليم الإلكتروني يعاني من عدم وضوح في الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل وواضح كما أن عدم البت في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم هي إحدى العقبات التي تعوق فعالية التعليم الإلكتروني.
3. التسليم المضمون والفعال للبيئة التعليمية , من حيث نقص الدعم والتعاون المقدم من أجل طبيعة التعليم الفعالة , و نقص المعايير لوضع وتشغيل برنامج فعال ومستقل ,ونقص الحوافز لتطوير المحتويات .
4. الخصوصية والسرية: إن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الإنترنت ، أثرت على المعلمين والتربويين ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً ولذا فإن اختراق المحتوى والامتحانات من أهم معوقات التعليم الإلكتروني.
5. التصفية الرقمية : هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم ، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا ، وهل تسبب ضرر وتلف ، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات .
6. مدى استجابة الطلاب مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.
7. مراقبة طرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها .
8. وجود شح بالمعلم الذي يجيد "فن التعليم الالكتروني"، وإنه من الخطأ التفكير بأن جميع المعلمين في المدارس يستطيعون أن يساهموا في هذا النوع من التعليم.
9. زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً .
10. وعي أفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم وعدم الوقوف السلبي منه.
11. الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات ، حيث أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً للتجدد التقنية..
12. الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.
13. الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة، ذلك أن المنافسة عالمية .
14. تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة .
نقلا عن www.diwanalarab.com اعداد مصطفي عامر علي محمود

ايجابيات ومعوقات التعليم عن بعد .............مصطفي عامر علي محمود


إيجابيات ومعوقات التعلم عن بعد


ايجابيات الدراسة بالتعلم عن بعد:
1- التركيز على العملية التعليمية:حيث أن التعلم عن بعد يحول التعليـم إلى تعلــم وبالتالي يتم التركيز على العملية التعليمية، وستتحول إلى فائدة وتحصيل علمي واكتساب مهارات.
2- تمكن المتعلم من الاعتماد على نفسه: حيث يعتمد على التعلم الذاتي، فالطالب يختار مصادره في التعلم...ويختار المقررات التي لها علاقة بعمله وتخصصاته. ولأنه سيختار هذه الدراسة بمحض الإرادة فأن المذاكرة والمثابرة ستتحقق على أعلى مستوى. (تجـــربة جامعة الأمارات ).
3-سيخدم هذا النمط فئة الموظفين الذين تمنعهم ظروف عملهم من التفرغ للدراسة.
معوقات الدراسة بالتعلم عن بعد:
1- يشك البعض في مدى فاعلية ومصداقية التحصيل العلمي، ولذا يتوجب عند إقرار هذا النمط من الدراسة أن يكون في مؤسسات تعليمية ذات مستوى عالي من الجودة الأكاديمي.
2- صعوبة التأقلم في الدراسة كونها تعتمد بشكل أساسي على التعلم الذاتي.
3- لابد للطالب الملتحق بهذا النمط أن يمتلك المهارات الفنية والتقنية العالية في الحاسوب
نقلا عنwww.mohe.gov.om اعداد مصطفي عامر علي محمود

أهمية التعليم عن بعد وتطبيقاته المتعددة ........مصطفي عامر علي محمود

أدى التطور المتزايد في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى التوسع في استخدامها في المجالات التعليمية، مما أدى إلى زيادة كفاءة أشكال التعليم عن بعد، وبروز أنماط جديدة أكثر فعالية. ويمكن، من حيث المبدأ، التفرقة بين التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي، وبين التعليم عن بعد كمكمّل للتعليم التقليدي في سياق (التعليم متعدد القنوات) الذي تقوم فيه أشكال من التعليم عن بعد على نحو مرتبط ومكمل لمؤسسات التعليمية النظامية. وقد أصبح التعليم عن بعد، وتعدد القنوات التعليمية، عنصرين جوهريين، ومتناميين، في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة. ومن المعروف أن نسق التعليم في البلدان النامية يعاني من أوجه قصور ومشكلات، وعلى ذلك يمكن للتعليم عن بعد، خاصة في سياق التعليم متعدد القنوات، أن يساهم في مواجهة هذه المشكلات والعمل على حلها. وتقع على رأس قائمة القصور هذه مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي إما بسبب النوع أو البعد المكاني، أو الفقر. ولا يقل عن ذلك أهمية انخفاض نوعية التعليم، وضعف العلاقة بين التعليم ومقتضيات التنمية والتقدم. غير أن مشكلات نسق التعليم، وسمات السياق العام للتعليم في البلدان النامية، يمكن أن تُنتج أنماطاً من التعليم عن بعد مشوهة وقليلة الكفاءة إذا لم يخطط لها بروية، وتوفر لها الإمكانات الكافية. كذلك يمكن أن يؤدي تعدد القنوات التعليمية، دون تحسب دقيق، إلى تفاقم مشكفي إطار التغير التكنولوجي السريع وتحول ظروف السوق، يواجه النظام التعليمي بتحديات تتمثل في ضرورة تقديم فرص تعليمية متزايدة دون زيادة النفقات والكثير من المؤسسات التعليمية تواجه هذا التحدي من خلال وضع برامج التعليم عن بعد. وعلى المستوى البدائي للتعريف فإن التعليم عن بعد يحدث حينما يكون المعلم والطالب تفصل بينهما مساحة مكانية ووسيلة تكنولوجية (سواء صوتية أو مرئية أو عن طريق البيانات أو الطباعة) وذلك من أجل رأب أو ملء الفجوة التعليمية. وهذه الأنماط من البرامج يمكن أن تمد الكبار بفرصة أخرى للتعليم الجامعي. وأن تصل إلى من لا يسمح وقتهم أو بعدهم المكاني أو إعاقتهم البدنية بمواصلة التعليم، كما يمكنها أن تحدث قاعدة المعلومات للعاملين في أماكن عملهم. هل التعليم عن بعد فعال؟ يتساءل الكثير من رجال التعليم عما إذا كان طلاب التعليم عن بعد يتعلمون بنفس القدر الذي يتعلم به الطلاب الذين يحصلون على التعليم التقليدى وجهاً لوجه؟وتشير الأبحاث التي تقارن التعليم عن بعد بالتعليم وجهاً لوجه إلى أن التدريس والدراسة عن بعد يمكن ألا تكون فعالة مثلها مثل التدريس التقليدي وحينما تكون الوسائل والتكنولوجيات المستخدمة ملائمة للأغراض التعليمية يكون هناك تفاعل بين الطالب والطالب وتفاعل بين الطالب والمدرس. كيف يتم تقديم التعليم عن بعد؟ هناك نطاق واسع من الخيارات التكنولوجية المتاحة للمعلم عن بعد. وهى تنقسم إلى أربعة فئات رئيسية: الصوت: وتشتمل الوسائل الصوتية التعليمية على التكنولوجيات المتفاعلة للتليفون والمؤتمرات الصوتية واللاسلكى القصير الموجه. أما الوسائل الصوتية السلبية (أى ذات الاتجاه الواحد) فإنها تشتمل على الشرائط والإذاعة. الفيديو: تشتمل الوسائل التعليمية المرئية على الصور الساكنة مثل عرض الشرائح والصور المتحركة السابقة التجهيز (مثل أفلام وشرائط الفيديو) والصور المتحركة الحية مصحوبة بالمؤتمرات الصوتية (فيديو إرسال واستقبال وصوت إرسال واستقبال). البيانات: أجهزة كمبيوتر ترسل وتستقبل البيانات الكترونياً. لهذا السبب يتم استخدام مصطلح (بيانات) من أجل وصف هذه الفئة العريضة من الأدوات التعليمية. وتطبيقات الكمبيوتر في التعليم عن بعد متنوعة وتشتمل على التعليم المساعد بالكمبيوتر والذي يتضمن استخدام الكمبيوتر كأداة تدريس ذاتي لتقديم دروس منفردة واستخدام الكمبيوتر لتنظيم التعليم وتتبع تقدم الطلاب واستخدام الكمبيوتر لتسهيل توصيل الدروس التعليمية والذي يشتمل على البريد الإلكتروني والفاكس والمؤتمرات والشبكة العالمية. الطباعة: هى عنصر أساس في برامج التعليم عن بعد وقاعدة تنطلق منها كافة النظم الأخرى لتقديم الخدمة وهناك أشكال طباعة متعددة تشتمل على المراجع وأدلة الدراسة والكتب المنهجية والبرامج ودراسات الحالة. أي التكنولوجيات أفضل؟ على الرغم من أن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في توصيل التعليم عن بعد ، فإن المعلمين يجب أن يواصلوا التركيز على النتائج التعليمية وليس على تكنولوجيا الحصول على هذه النتائج. والعامل الرئيسي الذي يؤدي إلى الوصول إلى تعليم عن بعد جيد هو التركيز على احتياجات الدارسين وعلى متطلبات المحتوى التعليمي والقيود التي يواجهها المعلم وذلك قبل اختيار نظام توصيل المعلومات. وهذا المنهج المنظم سوف يؤدي إلى خليط من وسائل التوصيل التي تخدم كل منها هدفا معينا. على سبيل المثال: يمكن استخدام وسيلة طباعية قوية لتقديم محتوى تعليمي أساسي على شكل نص للبرنامج وكذلك المواد المقروءة والمنهج والجدول اليومي. كما يمكن للمؤتمر الصوتي أو المرئي التفاعلي أن يقدم احتكاكاً مباشراً بين أطراف العملية التعليمية. ويمكن استخدام شرائط الفيديو سابقة التجهيز من أجل تقديم المحاضرات والمحتوى المعتمد على الصورة. كما يمكن استخدام الفاكس من أجل توزيع المهام والإخطارات العاجلة واستقبال رسائل الطلاب وتقديم مراجعة فورية. واستخدام هذا المنهج المتكامل يمكن المعلم من اختيار الوسائل التكنولوجية الملائمة للهدف الذي يرغب في تحقيقه. والهدف المطلوب هو استيفاء احتياجات الطلاب وتوصيل المحتوى التعليمي في أفضل صورة والحفاظ على التفاعل الدائم بين أطراف العملية التعليمية. التعليم الفعال إن برامج التعليم عن بعد التي تتسم بالفعالية هي تلك التي تبدأ بالتخطيط الجيد والتركيز بشكل على متطلبات البرنامج واحتياجات الطلاب. والتكنولوجيا المناسبة يمكن اختيارها بمجرد استيعاب هذه العناصر وفهمها على أفضل وجه. وتحتاج البرامج الفعالة إلى تعاون وتنسيق من الأفراد والمؤسسات وجهود الطلاب وهيئة التدريس والإداريينلات تنظيم الأنساق التعليمية وإدارتها بكفاءة.تطبيقاته متعددةرؤية عامة عن ماهية التعليم عن بعد
نقلا عنwww.faisalbughdadi.com اعداد مصطفي عامر علي محمود

الالتحاق والتعليم عن بعد مصطفي عامر علي محمود

الالتحاق والتعليم عن بعد:تشير البيانات المستخرجة من الجداول في دراسة أولس غارد إلى زيادة ملحوظة أعداد الملتحقين، فبينما كان عدد الملتحقين 256 في عام 1982 وصل العدد إلى 600 ملتحق في عام 1987 وقد تضاعف العدد في غضون السنوات الثلاث الأخيرة.وكان السؤال الواضح ما هو السبب في زيادة هذا النوع من الملتحقين؟ تجيب على هذا السؤال البيانات المقدمة في الدراسة عن الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد من عام 1980 حتى 1987 وتوضح هذه البيانات المقدمة في الدراسة أن الطلبة المتفرغين تفرغاً كلياً التحقوا ببرامج عن بعد وازدادت أعدادهم من 12.30% في عام 1980 حتى بلغوا 43% من مجموع الملتحقين في عام 1987.ومن خلال إجراء مقارنة لنمو أنماط الطلبة الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد وبين إجمالي الطلاب الملتحقين من المتفرغين تفرغاً كلياً، يفترض ارتباط مباشر بين مجموعتين من البيانات، وقد تم اختبار قوة هذا الارتباط من خلال فحص المتغيرات لطلاب الماجستير في فصلين دراسيين مع إجمالي عدد الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد في هذه الفترة، وأظهرت النتيجة أن 94% من التغير في إجمالي الملتحقين بالكلية يمكن حسابهم بمعرفة مستوى الطالب الملتحق في برامج التعليم عن بعد، وتشير النتيجة إلى ارتباط إحصائي قوي بين المتغيرين كليهما.تتشابه كلية المكتبات بجامعة كارولينا الجنوبية إلى حد كبير مع معظم مدارس تعليم المكتبات وعلم المعلومات، في أنها لخطط لاجتذاب الطلبة المتفرغين تفرغاً كلياً والذين سوف يتلقون تعليمهم بالإقامة في الحرم الجامعي الأساسي، وفي أوائل الثمانينيات، أصبح ظاهراً تقلص توافر نوعية من الطلاب المتفرغين تفرغاً كلياً، وأصبح على كلية المكتبات أن تسعى للمحافظة على حجم أعداد الملتحقين بها وتبذل كل جهد للحصول على أنماط من الطلاب المحتملين، واعتمد هذا التوسع على الطلاب غير التقليدين أو المتفرغين تفرغاً جزئياً أو طلاب المفرغين تفرعاً كلياً وأصبح على كلية المكتبات أن تسعى للمحافظة على حجم أعداد الملتحقين بها وتبذل كل جهد للحصول على أنماط من الطلاب المحتملين، واعتمد هذا التوسع على الطلاب غير التقليدين أو المتفرغين تفرغاً جزئياً أو طلاب الدراسات العليا.وقد أحيطت كلية المكتبات علماً بأنها إذا رغبت في جذب الطلاب غير التقليديين فإن عليها أن تستخدم مناهج غير تقليدية لملاءمة سوق العمل.وتوضح الدراسة نمو الطلاب الملتحقين من المتفرغين جزئياً في برنامج الماجستير، ومن الجدير بالتنويه به إنه حتى العام الجامعي 1986/1987، استقرت أعداد الطلاب المتفرغين كلياً عند 100 طالب، بينما تضاعفت أعداد الطلاب المتفرغين جزئياً ثلاث مرات في خلال سبع سنوات، وفي السنوات الثلاث الأخيرة، وصلت أعداد الطلاب للذروة حين وصلت نسبتهم 66% من إجمالي الملتحقين ببرنامج الماجستير لدى كلية المكتبات بجامعة كارولينا الجنوبية.وفقاً للمثال المذكور أعلاه يمكن إجراء وصف إحصائي لمدى قوة العلاقة بين نمو الطلاب المتفرغين جزئياً ونمو برنامج التعليم عن بعد، كانت نتيجة هذا الاختبار باستخدام مربع R الإحصائي هو = F 0.95 (98.94) له مغزى عند 0.01 معنى أن هذا أن 95% من التغير في أعداد الملتحقين من الطلاب غير المتفرغين يمكن حسابه بوساطة أعداد الطلاب الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد.ثانياً: حجم الفصل والتعليم عن بعدمن الظواهر الهامة في برنامج التعليم عن بعد بجامعة كارولينا الجنوبية النمو المتلازم لحجم الفصل في الحرم الجامعي فقد وجد أن الكثير من الطلبة غير المتفرغين سوف يبدؤون برنامج التعليم عن بعد ولكنهم سوف يلتحقون ببعض المقررات داخل الحرم الجامعي لجامعة كارولينا لتذكيرهم بهذا البرنامج.توضح البيانات المقدمة في الدراسة نمو أنماط متوسط حجم الفصل في كل من هذه الأشكال، فقد نما معدل حجم الفصل في المقررات بالحرم الجامعي من ادنى مستوى 9.7 طالب في كل فصل في عام 1982، 1983 إلى 15.3 طالب في الفصل في عام 86/1987 بزيادة قدرها 85% وبلغ المتوسط العام للنمو في حجم الفصل في كلية المكتبات نحو 73% في فترة السنوات السبع الأخيرة، وقد وضحت هذه النتائج دراسة لبراون عن أثر التعليم عن بعد للملتحقين من الطلبة في مرحلة البكالوريوس.وتنعكس قوة العلاقة بين متوسط حجم الفصل العام وبرنامج التعليم عن بعد بنحو 94% من التغير في حجم الفصل المرتبط بهذا البرنامج.كان العرض من هذه الدراسة هو توثيق أثر برنامج التعليم عن بعد على الملتحقين بجامعة كارولينا الجنوبية، ولم تحاول الدراسة الدعوة إلى تطبيق النتائج المقدمة أونقلها لمدارس تعليم المكتبات وعلم المعلومات الأخرى، ولا تعرض للجوانب المحتملة لبرامج التعليم عن بعد، كما أن الدراسة لا ترغب في تقرير أنه لا توجد مشكلات تتعلق ببرامج التعليم عن بعد.وفيما يلي بعض المشكلات التي واجهة كلية المكتبات بجامعة كارولينا الجنوبية في أثناء تجربة برامج التعليم عن بعد، التي تحاول الكلية أن تنجح في تخطيها وإيجاد الحلول المناسبة لها:1. مشكلة الحصول على أكثر من 100 من الطلبة في مقرر واحد عن بعد بالدراسات العليا.2. مشكلة الحصول على 5 مواقع خارج الحرم الجامع تقدم مقررات في الفصل الدراسي الحالي بينما لا يوجد اكثر من ثلاثة أعضاء من هيئة التدريس.3. وهناك مشكلة دائمة وهي جعل البرنامج جزءاً من كل متكامل من الخبرة الاجتماعية والتخصصية والأكاديمية.ومع ذلك فالصورة الكمية واضحة جداً، إذا ما افترض أن الأحوال المشابهة لبرامج التعليم عن بعد (مثل الإمكانيات والترتيبات المالية، والقصور في أعداد أعضاء هيئة التدريس)، يمكن وجودها في برامج أخرى لتعليم المكتبات وعلم المعلومات، يمكن أن تشير البيانات المستخرجة إلى أن النتائج التالية التي يمكن توقعها هي:1. إن الإنتاج الكلي من الملتحقين بالدراسات العليا لبرنامج ما سوف تزداد أعدادهم من خلال استخدام برامج التعليم عن بعد.2. سوف تكون زيادة الملتحقين كبيرة في شكل زيادة أعداد الطلاب غير التقليديين والطلاب غير المتفرغين.3. سوف يستفاد من حجم الفصل من القرارات التي تعطى داخل الحرم الجامعي ومن برنامج التعليم عن بعد.يرجع نجاح برنامج للدراسات العليا يتم بوساطة التعليم عن بعد إلى تضافر الإطار المؤسسي للجهود المبذولة ومكان البرنامج التعليمي في هذا الإطار.إن من الأمور الشائعة إغلاق أبواب بعض مدارس تعليم المكتبات ولماذا تسعى برامج البرامج 0خصائص المتعلمين عن بعدتوجد عوامل أخرى غير العوامل الجغرافية تتسبب في تميز المتعلم عن بعد عن التعلم داخل الحرم الجمعي بالرغم من أن معظم المتعلمين عن بعد مستخدمون في الحرم الجامعي سواء أكان منهم من يعمل طوال الوقت أم لبض الوقت وهذا لا يجعلهم بعيدين عن الفرص المتاحة في الحرام الجامعي إلا أنه توجد مثلا ًمسؤوليات الأسرة خاصة اتجاه الأطفال أو غيرهم ممن تلزمهم عناية بالإضافة إلى أسباب اضطرارية للوظيفة تجعل المشاركة في تجرب التعلم لبعض الوقت تحديا كبيراًالمتعلمين عن بعد.وأن نسبة كبيرة من المتعلمين عن بعد متعلمون غير متفرعين لذلك فإنهم يختلفوا عن نظائرهم المتفرعين كلياً بالحرم الجامعي. ويجب أن يكون واضحاً للمخططين والقائمين على توفير التعلم عن بعد أن يختاروا ويتعرفوا على هذا الفروق وإجراء الترتيبات المدرسية القابلة ذلك معتمدين في على فكر ويرد(شارلز كوران (1987) بعض الأفكار التي تتعلق بالفروق بين المتعلم المتفرغ والمتعلم غير المتفرغ ثم يعرض لبعض خصائص ومشكلة المتعلم غير المتفرغ على هيئة أفكار خيالية تنحصر فيما يلي: 1. الطلاب غير المتفرغين أقل التزاماً بالحصول على التعليم، لأن الالتزامات الأولية لديهم نحو الأسرة، والعمل ثم التعليم عن بعد.2. الطلاب غير المتفرغين، خاصة أولئك الذين لديهم التزامات مع الأسرة أو العمل، يبذلون تضحيات عديدة للالتحاق بالفصول الدراسية والحصول على تعليم.3. الطلاب غير المتفرغين، نظراً لالتزاماتهم الكبيرة متعبون جداً والانتباه الكامل لهم في الفصل غير ممكن.4. الطلاب غير المتفرغين شاكرون للتغير الذي يحدث في مسار الفصل مما يسهل الانتباه الكامل.5. المتعلمون غير المتفرغين يمكنهم التكيف مع العالم الحقيقي أو مع الاقترابات النظرية التي تبث بوساطة المعلمين.6. المتعلمون غير المتفرغين يحضرون معهم خبرات العمل للفصل الدراسي، ويؤدي ذلك إلى إثراء العملية التعليمية، وتكمل ممارستهم العملية شروح وعروض الأساتذة.7. المتعلمون غير المتفرغين تحركوا من المشهد التعليمي إذ تركوا التعليم من فترة طويلة ولذلك يكون إسهامهم قليلاً في الخبرة التعليمية.8. المتعلمون غير المتفرغين يجلبون معهم نضجاً افتقدوه في الصغر.9. المتعلمون غير المتفرغين عن بعد ابتعدوا عن الحرم الجامعي وعن موارد المكتبة مما يفقدهم كل مزايا المشاركة الكلية في أنشطة المقرر.10. المتعلمون المتفرغون عن بعد يبذلون جهوداً خاصة للسفر (الترحال ) لإيجاد مستودعات مكتبية جيدة، وكثيراً مايضحون بعطلات نهاية الأسبوع أو العطلات الرسمية لفعل ذلك.11. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يحصلون على فرص قليلة من معلميهم.12. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يحصلون على استخدام منتظم أكثر لساعات المعلم المكتبية من نظرائهم المتفرغين كلياً بالحرم الجامعي.13. المتعلمون غير المتفرغين أقل التزاماً وأقل تقديراً، كما أنهم أقل تحفيزاً للمشاركة في العملية التعليمية.14. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين مقدرون جداً للفرصة التي تقدم لهم وبذلك يعملون بجد أكثر من نظرائهم المتفرغين كلياً بالحرم الجامعي.15. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين عادة ما يقومون بالسفر مهما كانت المسافات التي يريد المعلم أن يصلوا إليها في موقع الفصل التعليمي، وهم دائماً مرهقون من تعب السفر.16. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين سعداء جداً عندما يرون المعلم الذي حضر لموقع الدرس بالطائرة أو قائداً لسيارته متعاوناً جداً وأكثر دعماً وسروراً لكي يعلمهم.17. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يأخذون مقررات البث التلفازي المباشر بشيء من الاستخفاف.18. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يأخذون مقررات البث التلفازي غير المباشر بكل حماس.19. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين يأخذون وقتاً أطول في تحقيق الروابط الاجتماعية سواء بالنسبة للجامعة أو للمهنة مما يؤخر دخولهم في المهنة.20. المتعلمون عن بعد غير المتفرغين بسبب عزلتهم عن الحرم الجامعي، يقومون بتطوير روابط قوية جداً مع زملائهم المتعلمين عن بعد ويحققون مستوى عالياً من الروابط الاجتماعية أكثر من نظرائهم المتفرغين كلياً بالحرم الجامعي.إذا كانت بعض هذه الأفكار الخيالية التي طرحها كوران قد تصبح حقائق، فقد تنطبق بعض هذه الأفكار على المتعلمين المتفرغين وغير المتفرغين، لذلك فإنه من المهم التعرف والتعامل مع الفروق الحقيقية التي يمكن أن تفصل بين المتعلمين غير المتفرغين والمتعلمين المتفرغين.ومن الجدير بالذكر والتنويه به هنا أن أرقام الملتحقين تشير بوضوح ـ وفقاً لتقارير أليز إلى أن أعداد الطلاب غير المتفرغين في المدارس يفوق أعداد نظرائهم من المتفرغين بنسبة 70 إلى 30% ويعد هذا قرينة واضحة أن يكون اختلاف عدد غير المتفرغين جوهرياً، وعلى المعلمين أن يعرفوا هذه الحقيقة لأداء مسؤولياتهم وتوظيف إمكانياتهم التعليمية على هذا الأساس.وطبقاً لما أوردته جانو 1984 يمكن أن يحدث صراع عندما يشعر المتعلم غير المتفرغ الذي هو ممارس له إلمام بالمعرفة والخبرة العلمية وغالباً ما يكون أخصائياً وأنه يتعامل تحت مظلة أنه طالب، ويكون هو النهاية الطرفية في تلقي الأوامر والتكليفات الدراسية، ويعد هذا تحولاً صعباً قد يأخذ وقتاً أطول للطالب غير المتفرغ لكي يتعود عليه.تختم جانو مقالتها بأن الطالب يأخذ على عاتقه معظم المسؤولية للتعامل مع المشكلة، ولكنها لم تقدم مقترحات لأعضاء هيئة التدريس، الذين ينبغي أن يكون لديهم حساسية لاحتياجات الطلاب ويكافحوا من أجل هذا الصراع بتوفير فرص للمتعلم لكي يشارك بإيجابية ويتلقى خبرات التعلم بكل سرور ويقوم بدور الطالب على أكمل وجه، وبزيادة أعداد أعضاء هيئة التدريس سوف يقل الصراع وسوف يكون التعلم أكثر ثراء.يمكن أن ينطبق ما تنصح به جانو المعلمين للطلاب غير المتفرغين للتعلم على كل المعلمين، ولكن المعلمين في برامج التعليم عن بعد يجب أن يكونوا أكثر حساسية لاحتياجات الطلاب المهيئين ليس فقط بالحصول على تعليم بموقع عن بعد والمتعطشين لدور فرعي غير مألوف لهم ولكن أيضاً بوساطة التلفاز والذي ينظر إليه كوسيط ترفيهي وليس للتعليم عند أي معيار.بالإضافة إلى ذلك توجد خصائص أخرى قد تكون صادقة إلى حد كبير على المتعلمين غير المتفرغين أكثر من المتعلمين المتفرغين.يأتي معظم غير المتفرغين من خلفية أسرية لا تشتمل على تعليم عال تقليدي، وسوف يحتاجون على توجيه لمهاراتهم، لأن منهم المسنين، والمعتمدين على أنفسهم ذاتياً من الناحية الاقتصادية وغير المتخصصين، ويتجهون للدراسة بمبادرات نابعة منهم، سوف يملك أولئك الطلاب ذوو التجربة والممارسة العملية إطاراً من الثقة حتى يمكنهم تقويم أداء ونطق الأستاذ، وسوف يقوم الأساتذة بالإعداد الجيد لهذا التحدي الذي سوف يواجههم من أولئك الطلاب، وقد يتهدد الأساتذة الذين لم يبذلوا الجهد الكافي في الإعداد بملاحظات من الطلاب الناضجين وقد يسيئون تفسير إسهامهم ومشاركتهم برد فعل عدائي.يبدو أنه يوجد عداء أيضاً تجاه المتعلمين غير المتفرغين، لعدم صبرهم على مقدمي الجدول، والذي يظهر أنهم غير قادرين على تقديم برنامج ثري ومرن للمتعلمين عن بعد مثل البرنامج المتاح للمتعلمين داخل الحرم الجامعي، يرغب القائمون بالتخطيط أن يكونوا أكثر عناية حول التوقعات التي قد تنشأ عندما يقومون بتقديم مقرر واحد أو تتابع لمقرر واحد، تقود التوقعات المفاجئة لهم عادة إلى الغضب.تجربة جامعة الملك عبد العزيز في التعليم عن بعدنظراً لعدم وجود التعليم المختلط في المراحل التعليمية بالمملكة العربية السعودية، تستخدم الجامعات السعودية الدوائر التلفازية المغلقة في التدريس لقسم الطالبات وذلك لسد العجز في أعضاء هيئة التدريس لدى قسم الطالبات، ومن أجل التعرف عن قرب على ما يجري في هذا المجال في تعليم المكتبات والمعومات تم إجراء عدة مقابلات شخصية مع الأساتذة الذين يقومون بالتدريس فيقسم الطالبات بهذه الطريقة، بالإضافة إلى إجراء اتصالات هاتفية مع أساتذة المكتبات وعلم المعلومات بقسم الطالبات، لكي تنضج الصورة عن هذه التجربة، ومن تحليل الإجابة عن الأسئلة التي تم توجيهها للأطراف كافة تتضح النتائج التالية:1 . بالسؤال عن عدد المقررات التي تدرس بوساطة الدوائر التلفازية المغلقة، كانت الإجابة أنها تقتصر على المواد العامة فقط وهي مادة مناهج البحث (156) ومادة مقدم في علم المعلومات (150) وتم تدريس مقررين آخرين مرتين فقط وهما إدارة المكتبات (240) والاستخدام الآلي (352) لظروف خاصة في فصلين دراسيين.2 . بالنسبة لمتوسط عدد الملتحقين بكل مقرر، كانت الإجابة ما بين 50 ـ 55 طالبة (يتراوح عدد الطلاب في المقابل في كل فصل دراسي مابين 35-45طالباًًًًًًًًًًًًًً).3 . وبالنسبة للموقف العالم لأعضاء هيئة التدريس تجاه هذه البرامج كانت الإجابة بعدم الارتياح لها لافتقاد هذه البرامج للتفاعل وجهاًً لوجه بالإضافة إلى أن التدريس يتم للطلاب والطالبات في آن واحد وآلات التصوير مثبتة على الأستاذ الذي يظل محصوراًًًًًًًًً في مكان واحد لإلقاء المحضرة ولا يستطيع خروج منه حتى لا يضيع البث التلفازي للطالبات أضف إلى ذلك الحرج الذي قد يصيب الطالبات في طرح الأسئلة على مسمع من قرنائهن من الطلاب.4 . وفي سؤال: نل يساعد استخدام وسائل التقنية الحديثة على نجاح تلك البرامج، كانت الإجابة بالإيجاب،مع التوصية باستخدام أحدث آلات التصوير الناقلة والمتحركة التي تروح وتغدو مع الأستاذ المحاضر أينما ذهب مما يساعد على فعالية المحاضرة وخروجها من سجن المكان المثبت.5 . لا يخطط القسم للتوسع في هذه البرامج في المرحلة القادمة ويتركها للظروف الطارئة إذا دعت الضرورة إلى ذلك.6 . لا يوفر هذا البرنامج الإرشاد (الأكاديمي) الكافي للطالبات ولكن يتم التعامل في هذا الإرشاد بين الأستاذ والمشرفة على سير انتظام المحاضرة من قسم الطالبات التي تقوم بإدارة المحاضرة وحصر الحضور والغياب وتلقي التوجيه من المحاضر حول التكليفات المطلوبة وتستلم الاختبارات وتعيدها للأستاذ للتصحيح بعد الانتهاء منها.وبالنسبة لنوعية المشكلات التي تواجه برامج التعليم بهذه الطريقة يمكن أن تنحصر فيما يلي:أ‌) مشكلة صيانة الأجهزة.ب‌) سرقة آلات التصوير والميكروفونات وأجهزة الاتصال البيئية من قاعات المحاضرات.ت‌) الموارد والإمكانات المحدودة للمواد والخدمات حيث تدار المحاضرة بالإمكانات نفسها المتوافرة للطلاب باستثناء آلات التصوير وأجهزة الاتصال. ث‌) الاعتماد على آلات التصوير الثابتة مما سبب ضيقاً للمحاضر.ج‌) تحرج الطالبات في طرح الأسئلة على مسمع من الطلاب.ح‌) افتقاد التفاعل وعدم التعرف على الفروق الفردية بين الطالبات بسهولة.8 . ما التغييرات المطلوبة من أجل تطوير هذه البرامج والتغلب على المشكلات القائمة.أ) يمكن التفكير في إيجاد وسائل أكثر تقنية مثل استخدام آلات التصوير التي تتحرك مع صوت المحاضر واستخدام (الفاكسميلي) لطرح الأسئلة من المحاضر وتلقيها من الطالبات حتى تمنع الحرج الموجود لدى الطالبات.ب) تقليل أعداد الطالبات واستقلاليتهن في المحاضرة دون مشاركة الطلاب.ج) الالتزام بانتظام الطالبات في الحضور ومطالبتهن بتركيز الانتباه ومنحهن الحرية الكاملة في طرح الأسئلة.د) تطويع وسائل التقنية لخدمة هذه البرامج من خلال تدعيم (الاستديوهات) التعليمية الحالية بأحدث تقنيات الاتصالات عن بعد كالبريد الإلكتروني والفاكسميلي وأجهزة المؤتمرات الاتصالية.هـ) توفير الصيانة للأمان اللازم للأجهزة وزيادة إمكانات المواد والخدمات التي تدعم هذه البرامج.9. لا توجد فروق ذات دلالات إحصائية في التحصيل والاستيعاب بين الطلاب الذين يتلقون التعليم بالطرق التقليدية وبين الأخريات من الطالبات اللواتي يتلقينه من خلال الدوائر التلفازية المغلقة، كما لا توجد فروق ذات مغزى في درجات الطلاب والطالبات من خلال مراجعة نتائج الطرفين كليهما.10. هل تدفع نفقات إضافية كحوافز لعضو هيئة التدريس الذي يقوم بالتدريس من خلال الدوائر التلفازية المغلقة. لا تدفع أية نفقات من هذا القبيل وتعد ضمن ساعات النصاب العادية لعضو هيئة التدريس0 تعقيب نضراً لان هذه التجربة محدودة في المقررات التي تدرس بإحدى طرق التعليم عن بعد وهي الدوائر التلفازية المغلقة إذ يوجد مقرران فقط من المقررات العامة التي تدرس بهذه الطريقة بصفة منتظمة ومقرران آخران تم تدريسهما مرتين فقط لظروف خاصة، نقلا عن www.alyasser.net اعداد مصطفي عامر علي محمود

الهدف الأساسي من التعليم عن بعد من اعداد مصطفي عامر علي محمود

التعلم عن بعد كن أول من يقيّم
إن الهدف الأساسي للطالب هو التعلم وفي أحسن الظروف فإن هذا التحدي يتطلب دافعاً قوياً وتخطيطاً جيداً وقدرة على تحليل وتطبيق المعلومات التي تمت دراستها .وفي مجال التعلم عن بعد فإن التعليم يصبح أكثر صعوبة وتعقيداً لأسباب عدة :فالكثير من الطلبة في هذا المجال من كبار السن والموظفين وأصحاب الأسر ، ولذا فإن عليهم أن يراعوا التنسيق بين التعلم في مختلف مناحي حياتهم وبين مناحي الحياة الأخرى .
ذلك تتعدد أسباب التعليم لديهم ، فمنهم من هو مهتم بتحصيل درجة علمية تؤهله لعمل أفضل وكثيرون يتابعون الدراسة رغبة في زيادة ثقافتهم وليس من أجل الحصول على الشهادة الدراسية .
وتكمن صعوبة هذا النوع من التعلم في عزلة الطالب وعدم اختلاطه بطلبة آخرين مما يؤدي إلى غياب روح المنافسة والاتصال . كذلك يفتقر ا
لطالب إلى التعزيز المباشر والإرشاد والتوجيه اللازمين . كما يغيب دور المعلم المباشر في توضيح النقاط التي تحتاج إلى توضيح
نقلا عن www.alwaraq.net من اعداد مصطفي عامر علي محمود

أهمية التعليم عن بعد


التعلم عن بعد وأهميتة


أولا :تعريف مصطلح "التعليم عن بعد"
تعرف اليونسكو التعلم عن بعد " هي أي عملية تعليمية لا يكون فيها اتصال مباشر بين الطالب والمعلم، بحيث يكونوا متباعدين زمنيا ومكانيا . ويتم الاتصال بينهم عن طريق الوسائط التعليمية (الألكترونية أو مطبوعات).

ثانيا: أهمية التعلم عن بعد:
تبرز أهمية تطبيق نظام التعلم عن بعد من خلال:
1- التعلم عن بعد يجعل الباب مفتوحا أمام الجميع (تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص).
2- التغلب على العائق الزمني (فئات عمرية مختلفة يمكنها الالتحاق بنظام التعلم عن بعد.
3- التغلب على العائق الجغرافي (حرمان الكثيرين من الدراسة لبعد المسافة).
4- الاستفادة من الطاقات التعليمية المؤهلة بدلا من تكديسها(يستفيد منها عدد غير محدود من الطب.).
5- الاستفادة من التقنيات الحديثة في العملية التعليمية (البريد الالكتروني-الانترنت- الستلايت - الأقراص المدمجة-Video Conferencing ).
6- تخفيف الضغط الطلابي على المؤسسات التعليمية (عدم إضاعة فرص التعليم على الطلبة بسبب محدودية القدرة الاستيعابية للمؤسسات الوطنية). نقلا عن www.mohe.gov.om اعداد مصطفي عامر علي محمود

الجمعة، 15 مايو 2009

آراء وتجارب حول التعليم عن بعد إعداد جمعه رمضان محمد

تعريف التعلم عن بعد هو:برنامج أو دورة تعليمية تعتمد على استخدام الشبكة العنكبوتية وتقنياتها الحديثة من برامج صوت وصورة وقواعد بيانات لتقدم لك الدروس حيثما كنت وفي أي موقع على خارطة العالم تتواجد وفيه وتستطيع عن طريقه الإتصال بالإنترنت....ويعتبر في أغلب الأحيان دورة مساعدة لتعزيز القدرات وان كانت بعض الجامعات تقدم دراسات البكالوريوس والدراسات العليا الرسمية عن بعد....كما تعد هذه الطريقة هي الطريقة المثلى للأشخاص الذين ليس بإمكانهم الإنتظام بحضور الدروس التعليمية والإلتزام بجدول المحاضرات اليومية كما لايتطلب هذا النوع من التعليم إلى تفرغ تام،تستطيع الإنضمام إليه دون أن تترك وظيفتك أو دراساتك الأخرى...
طريقة التعليم عن بعد ومدى فعاليتها قد يكون التعليم عن بعد بنفس فعالية التعليم التقليدي لو اعتمد على خطة وبرامج تعليمية عالية المستوى يقوم عليها أساتذة متخصصون في هذا المجال إلى جانب الدراية بطرق التعامل مع التقنيات الحديثة للإستفادة القصوى،فأي ثغرة قد تؤثر على فعالية البرنامج وامكانية استيعابه والتفاعل معه. وهناك عدة وسائل تستخدم للتعليم عن بعد وأغلبها بعد تحديدك للدورة التي ترغب الإنضام اليها تقوم الجهة المختصة بتزويدك بالطريقة التي ستتواصل بها معها مثل:
برامج صوتية تقوم بتنزيلها من الإنترنت.
برامج لعرض أفلام فيديو تعليمية.
قواعد بيانات.
البريد الإلكتروني لإستقبال خطوات الدراسة والمنهج واستقبال اجاباتك.
وفي بعض الأحيان يكون هناك كتب أو أشرطة يرسلونها لك.
اسئلة لابد أن تسألها لنفسك قبل التسجيل في دورة دراسية عن بعد لابد من الحذر والتأكد من مصداقية الجهة المراد التسجيل بها وعليك أن تضع هذه الأسئلة أمامك:
هل للجامعة أو المعهد الذي ترغب بالإنتساب إليه موقع جغرافي معروف خارج الإنترنت؟يجب كذلك أن تبحث عن أرقام هواتفهم للتأكد.
هل ينتهي عنوان موقعهم على الشبكة العنكبوتية بـ(edu)؟هذا النطاق يمنح فقط للجهات التعليمية الموثوق بها.
هل الموقع مدرج في الأدلة الرئيسية المعروفة مثل(ياهو)؟المواقع الكبرى التي تحتوي على أدلة تقوم في العادة بالتحري والتدقيق قبل ادراج موقع ما في دليلها.
هل تقبل هذه الجهة الدفع بالبطاقات الإئتمانية؟هذه الطريقة هي الأكثر أماناً لأنها تضمن لك امكانية ايقاف عملية التسديد متى ما شعرت بعدم مصداقيتهم.
هل تعرف أحد له تجارب سابقة مع هذه الجهة؟غذا كانت الإجابة بلا فحاول أن تبحث عن المواقع التي تجري مقارنات بين مقدمي هذه الخدمة وتنشر ايجابياتهم وسلبياتهم.
آراء وتجارب
تتعدد الآراء وتختلف حول هذا النوع من التعليم مابين مؤيد ورافض ولكن الأهم من ذلك هم أصحاب التجربة في هذا المجال... يقول (محمد حسين) من الأردن(سجلت بأحد الدورات المتخصصة في البرمجة مجال عملي ولم تكن هناك أي مشاكل تذكر في المصداقية أو التواصل معهم وحصلت على الشهادة التي وعدوا بها لكن بصراحة أعتقد أن الإستفادة لم تكن كما توقعت وليست كالحضور بإنتظام في الدراسة التقليدية) أما (دينا عبدالله) من القاهرة تقول باستنكار(لا يمكن أن أخوض تجربة من هذا النوع فلايوجد مايضمن لي الفائدة ولا أستطيع أن أطلب اعادة الشرح لو لم أفهم نقطة ما،ولا أتخيل أن يقوم جهاز بدور المعلم فللمعلم مكانته واحترامه ولو استبدلناه بآلة فغداً سنلغي دور الإنسان) ويحكي لنا الأخ (فهد.م) من السعودية عن تجربته الغريبة يقول(كانت لي تجربتين الأولى لم تكن ناجحة وبرزت فيها مشكلة انعدام الإتصال المباشر وصعوبة مراجعتهم،فبعد أن أرسلوا المقررات وطلبوا مني أن أذاكر كل أسبوع عدد من الأبواب حتى أجيب على الواجب الأسبوعي المحدد وأرسله لهم بالبريد الإلكتروني،حدث شيء غريب وهو أنني كلما أرسلت الواجب أتلقى بعدها بقليل انذار لأن الواجب لم يصلهم وأعيد ارساله ويزعمون بأنه لم يصل حتى انقضت المهلة ولاأدري ان كانت بالفعل رسائلي لاتصلهم أو شيء آخر..... تجربتي الثانية كانت دورة متخصصة في مجال عملي(الإقتصاد)وتمت عبر منظمة من احدى الدول العربية وكانت ناجحة ومفيدة بجميع المقاييس،وهي عبارة عن محاضرات على الإنترنت ومقررات موجودة على الموقع وكانوا يزودوننا بعناويين مواقع أخرى تساعدنا على حل الواجبات بالإضافة غلى استماعنا للمحاضرات على الشبكة مباشرة أو بتنزيلها وهذا ماكنت أفضله لأن الشبكة بطيئة عندنا والصوت لايكون واضح على الإنترنت...ولكن لابد من حضور محاضرتين على الأقل من ست محاضرات على الهواء كل أسبوع....وفي نهاية الدورة سافرت واجتمعنا مع القائمين على الدورة لمدة 4 أيام لنناقش موضوع الدراسة ونقدم الأبحاث المطلوبة وكانت تجربة رائعة جداً) أما (عبدالله راشد)من دولة الإمارات فيقول(الدراسة عن بعد أصبحت هوايتي فما أن انتهي من دورة حتى أقوم بالتسجيل في غيرها وأعتقد أنني استفدت منها كثيراً لتوسيع مداركي ودراسة مواد متعددة ومختلفة في أوقات فراغي بدلاً من اهدارها في مالا يفيد واعتبرها وسيلة ممتازة للتعليم) وعن دور هذه الدراسة في توفير فرص تليمية للنساء وربات البيوت تقول(ميهان الفهد) (لقد فتحت لنا هذه الدورات نافذة جديدة وأمل لإتمام تعليمنا والحصول على شهادات فأنا على سبيل المثال تزوجت بعد انتهائي من المدرسة مباشرة ولم أتمكن من الذهاب إلى الجامعة وهناك عدد من زميلاتي لهن نفس ظروفي فما أن سمعنا عن هذه الجامعات حتى بدأنا بالبحث عن طريقة التسجيل بها للإستفادة وقد سبقتنا بتجربتها احدى قريباتي وشجعتنا عليها ولكن العقبة الوحيدة هي عدم اجادتي للغة الإنجليزية)
جامعات عربية للتعلم عن بعد
قمنا بالبحث عن جامعات عربية تقدم للمتصفح خدمة التعليم عن بعد وفي مقابل مئات الجامعات الأجنبية وجدنا القليل جداً من الجامعات العربية التي لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة....منها(جامعة العرب الإلكترونية)والتي بدأت تقدم دوراتها في عام 97-98م بتخصصات مختلفة وتحتوي مناهجها الدراسية على نظريات ومعلومات وصور ومئات من الأسئلة والتمارين بالإضافة إلى امكانية التعارف بين طلاب الدورة الواحدة للنقاش والإستفادة. أما الخطوة العربية الرائدة في هذا المجال فهي جامعة مدينة دبي للإنترنت والتي تعتبر أول جامعة من نوعها في العالم وتنوي تقديم مناهج متخصصة في مجال(الأعمال الإلكترونية،الأموال الإلكترونية،التسويق الإلكتروني،التصميم الإلكتروني،الإدارة الإلكترونية....وغيرها من المجالات التي تتعلق بالإنترنت)....وتم وضع هذه المناهج من عدد من الأكاديميين والأساتذة ومراكز البحوث العالمية لضمان تقديم أعلى مستويات التعليم وأكثر الشهادات قيمة....كما انها ستكون فتحاً جديداً للتعليم في العالم العربي يعلق عليها آمالاً كبيرة.
إعداد جمعه رمضان محمد 15/5/2009

نظرة إجمالية في التعلم عن بعد اعداد عمرو صلاح عبد السلام

مفهوم التعلم عن بعد
من حيث المبدأ، يقوم التعليم عن بعد على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في الموقع نفسه[1]. وبهذا يفقد كلا المعلم والمتعلم خبرة التعامل المباشر مع الطرف الآخر[2]. ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يقوم بين المعلم والمتعلم وسيط. وللوساطة هذه جوانب تقانية وبشرية وتنظيمية. كما يمكّن التعليم عن بعد المتعلم من اختيار وقت التعلم بما يتناسب مع ظروفه، دون التقيد بجداول منتظمة ومحددة سلفا للقاء المعلمين، باستثناء اشتراطات التقييم[3]. الأمر الذي يعني حضور "المدرسة" للمتعلم بدلا من ذهابه للمدرسة في التعليم التقليدي. وينطوي كل ذلك، في النهاية، على غياب القرناء بالمعني التقليدي في كثرة من أشكال التعليم عن بعد[4]. ولكل ذلك لا يمكن أن يقوم نسق فعال من التعليم عن بعد في غياب تواصل قوي، ومتبادل، بين المعلم والمتعلم عن بعد، ويفضل أيضا بين قرناء على البعد، يتكيف حتما بالتقانة ووسائط الاتصال المستخدمة. إذ أن غياب هذا التواصل يعني تدهور التعليم عن بعد إلى صورة "حديثة" من التعليم بالمراسلة من خلال الدرس المستقل للمتعلم.
تطور التعليم عن بعد
في البداية، كان التعليم عن بعد يعني التعليم بالمراسلة، أي أن الوسيط كان الخدمة البريدية التي تنقل مواد مطبوعة، أو مكتوبة، بين المتعلم والمعلم. ولكن جعبة التقانات التي تستعمل في التعليم عن بعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية. فتوفر تطبيقات الحواسيب حاليا سبل نقل النص، والصورة، والحركة، والخبرة الحسية (من خلال أساليب "الحقيقة الظاهرية") كأساليب للاتصال تبز أحيانا ما يوفره أقدر المعلمين في قاعات التدريس العادية. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعية الاتصال هاتفيا وتوصيل البث الإذاعي، صوتا وصورة، لمواقع نائية دون شبكات بنية أساسية أرضية مكلفة. فحيث يمثل التعليم بوجه عام وظيفة أساسية في المجتمعات البشرية، كان طبيعيا أن تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، مع تصاعد التطور التقاني. وحيث يعتمد التعليم عن بعد بوجه خاص على تقانات الاتصال، مهّد كل طور من التطور في هذه التقانات لبزوغ الأشكال المناسبة له من التعليم عن بعد. فتطور شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة. وأدي بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعية. وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، من أهم وسائل التعليم عن بعد، وأكثرها فعالية، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلم الذاتي. في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، منحت أولي تراخيص "الراديو التعليمي" في العشرينيات الأولي من القرن الحالي، وبدأ البث التلفزيوني التعليمي في عام 1950. ولم تنشأ أولي، وربما أهم، الجامعات المفتوحة إلا في عام 1971 في بريطانيا. وبدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعليم والتعلم في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وفرت "مؤسسة العلم القومية" للجامعات الأمريكية فرصة استعمال شبكة الإنترنت في منتصف الثمانينيات. وتلا ذلك، أي في التسعينيات، بدء انتشار استعمال الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي، وفي أماكن العمل وفي البيوت.
المتطلبات التقانية للتعليم عن بعد
لكل نوع من التعليم عن بعد، وفي الواقع لكل هدف تعليمي محدد، وسائط تقانية أكثر مناسبة من غيرها، فالراديو يساعد على شحذ الخيال، والتلفزيون فعال في التعامل مع الأحداث المركبة، الحواسيب تناسب اكتساب المهارات الناجمة عن التكرار والممارسة والتفاعل (وبالمناسبة، تدل البحوث الحديثة في تكوّن الذاكرة طويلة الأجل على الدور الجوهري لتكرار الخبرة). ولذلك فإن تعدد الوسائط التقانية، في سياق التعليم متعدد القنوات، يوفر مجالا أرحب لإثراء العملية التعليمية. كذلك يتكيف استخدام الوسائط التقانية بظروف المجتمع المحدد الذي تقوم فيه، سواء من حيث التوافر، أو النوعية أو كفاءة الاستغلال. وتجدر الإشارة هنا إلى ملحوظتين أساسيتين. الأولي أن استعمال أشكال التعليم عن بعد المختلفة والتركيز النسبي على أي منها، في أي مجتمع، رهن بالتشكيلة التقانية القائمة فيه وبمقوماتها المجتمعية، بما في ذلك البنية الأساسية والتنظيمية. والثانية، أن استخدام الأشكال الأكثر فعالية من التعليم عن بعد، تلك التفاعلية باستخدام الحواسيب والشبكات، والمؤثرة على نوعية التعليم، حديث نسبيا حتي في المجتمعات المتقدمة. وأن هذه الأشكال هي في الوقت نفسه الأكثر كثافة تقانيا، والأعلى تكلفة، والأكثر حاجة لبني تحتية مكلفة هي الأخرى. والبلدان النامية مستقبلة متأخرة لهذه الإمكانات، ومن ثم لن يمكن، وفق مجريات الأمور الراهنة، التوصل لها إلا لأقلية، تتضاءل في المناطق الأفقر. ويقل توافر وسائل الاتصال الحديثة في البلدان النامية مع حداثة وسيلة الاتصال، وارتفاع ثمنها (التليفون والفاكس الحواسيب والإنترنت) ومدي حاجتها لبنية أساسية مكلفة (التليفون والفاكس والإنترنت). وبعبارة أخري، يقل توافر وسائل الاتصال كلما زادت فعاليتها في التعليم عن بعد ومن باب أولي، في التعلم الذاتي عن بعد. كذلك يتعين ملاحظة أن المهم ليس مجرد الوجود، ولكن مدي إمكان الاعتماد عليها- فمازال البريد العادي غير مضمون وصوله، ناهيك عن وصوله بسرعة، لعموم القطر، وتقلل الأعطال المتكررة من الاستفادة من وسائل الاتصال الباقية، في بلدان نامية. والنوعية مسألة حتي أعقد. وهنا تثار أمور مثل: هل تصل التليفونات "كابلات" نحاسية تقليدية أو ألياف ضوئية، وأي أساليب نقل المعلومات تطبق في الشبكات؟ حيث تحدد هذه الفروق طاقة نقل المعلومات ومدي سرعة نقلها عبر الشبكات، ومن ثم درجة غني الرسائل التعليمية التي يمكن نقلها.
الوسائط التقانية الأكثر مناسبة للتعليم عن بعد في البلدان النامية
وبناء على المناقشة السابقة، يظهر أن الراديو- والصوتيات بوجه عام- يليها التلفزيون، هي الوسائط الأكثر مناسبة للاستعمال الواسع، خاصة في ميدان مقاومة الاستبعاد من التعليم، في البلدان النامية حاليا. فتتميز هذه التقانات، من حيث المبدأ، بكونها واسعة الانتشار، ورخيصة نسبيا، ولا تحتاج بنية تحتية مكلفة. والواقع أن انتشار البث الإذاعي في البلدان النامية متسع جدا، لأسباب غير تعليمية، وفي الأغلب مترد نوعا، بما يؤسس حاجة للاستخدام الفعال لهذه الوسائط في التعليم والتنوير. ولكن ينتاب الإذاعة التعليمية، المسموعة والمرئية، وجه قصور تعليمي أساسي هو غياب التفاعل المزدوج بين المعلم والمتعلم. ومع ذلك، يزيد من الأهمية التي يجب أن تولي لاستعمال الراديو وجود تقييمات حسنة، حتي في تعليم أوليات الرياضيات والعلوم، لما يسمي "تعليم الراديو التفاعلي" الذي يتضمن إشراك المتعلمين عن بعد من خلال طلب قيامهم بنشاطات، فردية أو جمعية، أثناء البث الإذاعي، بدلا من مجرد الإنصات السلبي. ولا يوجد من حيث المبدأ ما يمنع من أن تمتد هذه الطريقة للبث التعليمي التلفزيوني. ولكن ذلك النوع من التواصل المنقوص لا يقوم بديلا فعالا، في كلتا الحالتين، للتفاعل الآني. وفوق ذلك، فإن المزايا العامة التي ذكرنا أعلاه للإذاعة من حيث المبدأ لم تمنع أن تعاني برامج البث الإذاعي التعليمي في البلدان النامية، التي اهتمت بتقييمها، من أوجه نقص عديدة منها نقص التمويل، وقلة المعدات ووقت الإذاعة المتاح، وضعف تدريب العاملين، وقلة اهتمام المسؤولين- الذين يفضلون البرامج المدرة للربح- وحتي المعلمين. غير أن التوصية بالاهتمام بالإذاعة لا تعني، على الإطلاق، إهمال التقانات الأكثر تطورا، خاصة وهي تحمل الأمل الأكبر في مواجهة مشكلة تردي نوعية التعليم التقليدي في البلدان النامية.
الحاجة إلى التعليم عن بعد
والتعليم متعدد القنوات بداية، يمكن، بل مطلوب بشدة، أن يساهم التعليم عن بعد في حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسي بوجه عام، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى. ومن الممكن، بل صار ملحا، أن تستغل أساليب التعليم عن بعد في مكافحة تردي النوعية في التعليم التقليدي من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو انخفاض تكلفتها، الأمر الذي يساعد على استخدامها في البلدان الأفقر. ويمكن أن تساعد أساليب التعليم عن بعد في التغلب على ندرة المعلمين، خاصة في المناطق النائية والأفقر فيها، وتوفر أداة فعالة للنهوض بمستوي المعلمين باستمرار، وتساهم في توسيع نطاق الاستفادة من المعلمين الموهوبين، سواء في تعليم النشء أو في تدريب عامة المعلمين. غير أن لتبني التعليم عن بعد، بكفاءة، ميزتين إضافيتين، على الصعيد الاجتماعي وفي المعترك الدولي. على الصعيد الاجتماعي، سيساعد تنامي "التعلم الذاتي عن بعد" بين أبناء القادرين على تفاقم الانتقائية المتزايدة للفئات الاجتماعية الأغني في التعليم الأرقي نوعية، بحيث يصبح التعليم أداة لتكريس الاستقطاب الاجتماعي، بدلا من وظيفته المرجوة في التقليل من الفوارق الاجتماعية. وترتب هذه السمة أهمية خاصة لتوفير إمكان الاستفادة من ثمرات التقانات الحديثة لأبناء الفئات الاجتماعية الأضعف. وقد صار لزاما، خاصة مع انتشار الفقر، أن توفر نظم التعليم العربية العامة الأشكال الأحدث من تقانات التعلم الذاتي عن بعد لأبناء غير القادرين. وفي المعترك الدولي، تنطوي عملية العولمة على أنماط، مباشرة وأخري مقنّعة، من التعليم عن بعد، من خارج نسق التعليم والتنشئة الوطني، قوي ويزداد قوة باطراد، ومحمّل بلغات وبثقافات غريبة- بأوسع معني- بما قد يحمل أخطارا على رسالة التعليم. ومن ثم بات ضروريا دخول معترك التعليم عن بعد باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لم يعد ممكنا تجاهل وجوده. وباعتبارها تبدأ من الصفر تقريبا، تنهض فرصة لأن تُصمم نظم التعليم عن بعد، منذ البداية، لتتلافي نقائص التعليم التقليدي، خاصة تلك التي ينعقد الأمل على التعليم عن بعد في المساهمة في مكافحتها وعلى رأسها الاستبعاد- بمختلف أنواعه التي ذكرنا أعلاه- وتردي النوعية، والفصام مع مقتضيات التنمية والتقدم.
شروط نجاح التعليم عن بعد
، والتعليم متعدد القنوات هناك قدر من الانبهار بالتعليم عن بعد، وباستخدام التقانات الأحدث، وكأنها حلول سحرية، دون تمحيص. هذا على حين يواجه التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات بوجه خاص، مشكلات عديدة، تزداد حدة في البلدان النامية. والخشية أن تؤدي حالة الانبهار هذه إلى إحباط ضخم، في ميدان التعليم. إذ ليس التعليم عن بعد حلا سحريا، بل أحد عناصر منظومة تعليم متكاملة، وهكذا يجب أن ينظر، وأن نقدم عليه باعتباره تحديا كبيرا، إن أردنا النجاح في هذا الميدان الحديث نسبيا. فعلى حين يقدم بعض الباحثين، في الغرب، قرائن على أن بعض برامج التعليم عن بعد يمكن أن تنتج نوعية أعلى من التعليم، خاصة العالي، بسبب ضرورة تحمل المتعلم للمسؤولية، والاشتراك الأكثر فعالية للمتعلمين في العملية التعليمية، وغياب الحواجز النفسانية للتعبير في المجموع، وغيره من المبررات، لا يوجد دليل علمي قاطع على أفضلية التعليم عن بعد على التعليم التقليدي في منظور النوعية. وعلى العكس، يتوافر دليل قوي على أن برامج التعليم عن بعد تعاني معدلات انقطاع أعلى من التعليم التقليدي. وهذا أمر متوقع في ضوء ظروف غالبية الملتحقين بالتعليم عن بعد، والتي أدت لحرمانهم من التعليم التقليدي بداية. والواقع أن التعليم عن بعد يمكن أن يقع في نفس مشاكل التحصيل في التعليم التقليدي، خاصة ثلاثية "التلقين-الاستظهار-الإرجاع" اللعينة. بل يمكن أن يعاني منها أكثر من التعليم التقليدي بسبب توسط المعدات الجامدة بين المعلم والمتعلم. ولذلك يجب أن تكوّن مقاومة التسرب وضمان النوعية الراقية محاور أساسية في التخطيط للتعليم عن بعد. والمعروف أن آثار التعليم عن بعد أكثر تشتتا من التعليم التقليدي، ومن ثم أصعب في التقييم. وتزداد هذه الصعوبة في البلدان التي تضعف فيها فكرة التقييم، وتقل مصداقية جهود التقييم. وتطوير المواد التعليمية، المشوقة والفعالة، في التعليم عن بعد أمر صعب ومركب- يجب أن يتم من خلال فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء، في الموضوعات وفي التقانات ووسائط الاتصال المستخدمة، وفنانين وغيرهم. ويجب أن يقوم إنتاج المواد التعليمية على تبني نموذج "البحث-التطوير-التقييم-المراجعة" باستمرار. وهو أيضا مكلف. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يقدر أن تكلفة إنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة تبلغ حول ثلاثة آلاف دولار. ولذلك كثير ما يتم التأكيد على أن الاستفادة من التعليم عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والعائد. وتمثل ندرة المواد التعليمية الصالحة للتعليم عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوي في هذا المضمار. المنظومة البشرية: تشترك فئات متنوعة، و"جديدة"، من البشر في التعليم عن بعد، وتزداد- عددا وتنوعا- في التعليم متعدد القنوات. فبدلا من مجرد "ثنائي" المدرس والطالب يقوم التعليم عن بعد- في الحد الأدني- على "ثالوث": معلم عن بعد- أو معلم في "الأستوديو"؛ متعلم عن بعد؛ ميسر الموقع (الذي يتعامل فيه المتعلم عن بعد) بجوانب العملية التعليمية عن بعد، خاصة من خلال وسائل الاتصال المتقدمة غير المتاحة للمتعلم الفرد. ويتعين أن تتفاعل الأطراف الثلاثة كفريق كفء مع تغير دور المعلم والمتعلم عن المتعارف عليه في التعليم التقليدي. فالمعلم عن بعد- الكفء- ليس ملقنا لكم معين من المعلومات، ولكن ميسرا للتعلم من خلال الاكتشاف، وعبر التواصل مطرد الترقي. لكن هناك- غير هؤلاء الثلاثة- آخرين كثر تضمهم فرق تصميم وإنتاج المادة التعليمية، كما أشرنا، والفنيين والإداريين في مواقع التعليم عن بعد وفي الإدارة التعليمية على مستوياتها المختلفة، ومقدمو خدمات الاتصال المختلفة، وغيرهم. وهناك خطر أن يقع التعليم عن بعد في أيدي "التقانيين"- نتيجة لقلة معرفة التربويين بالتقانات الحديثة، أو افتتانهم الشديد بها. وينطوي ذلك على الوقوع في التركيز الزائد على التقانات والمعدات، عوضا عن الهدف الأصيل وهو الاحتياجات التعليمية للمتعلمين عن بعد. إن التعرف على هذه الاحتياجات، وأفضل السبل للوفاء بها، يجب أن يسبق حتي اختيار التقانات وتحديد التوظيف الأفضل لها لتحقيق الغاية التعليمية. ويستلزم درأ ذلك الخطر، على وجه الخصوص، أن يعاد توجيه برامج تكوين التربويين، الجامعية وأثناء الخدمة، لتتضمن مكونا قويا في التعليم عن بعد، نظريا وعمليا. البنية الأساسية والمعدات والبرمجيات: واضح أن تكلفة التعليم عن بعد، خاصة التفاعلي منه، مرتفعة لدرجة يمكن أن تكون مانعة للانتشار، ولو المحدود. إذ حتي في الولايات المتحدة الأمريكية تحول القيود المالية أحيانا دون توافر المعدات والبرمجيات ومداخل شبكات الاتصال اللازمة لهذا النوع من التعليم عن بعد. ويزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقادم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد-التفاعلي. وخلاف التكلفة، هناك شروط عديدة للاستخدام الفعال للمعدات الحديثة من أهمها التدريب الفعال والصيانة المستمرة. ويترتب على قلة توافر هذه الشروط تضاؤل استخدام المعدات الحديثة إلى جانب طفيف من إمكاناتها. وقد يصل الأمر لبوار المعدات، وقلة الاستفادة من البرمجيات، تحت ظروف البيروقراطية والإهمال المتفشيين في الإدارة الحكومية في البلدان العربية. وعلى السياق التنظيمي والإداري يتوقف العائد على نظم التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات. إذ أن التعليم عن بعد نسق أعقد من التعليم التقليدي، ومن ثم يحتاج لأنظمة أكفأ وإدارة أرقي. وتزداد المشكلات التنظيمية والإدارية تعقيدا في إدارة التعليم متعدد القنوات. والمعروف أن الإدارة المدرسية التقليدية تميل للمركزية والجمود، بينما يكمن نجاح التعليم عن بعد في اللامركزية والمرونة اللازمين لتكامل عديد من المكونات المتباينة في نسق متكامل يسعي لبلوغ غاية مشتركة. وعند تبني التعليم عن بعد يصبح مطلوبا بوجه خاص مرونة القيادات التعليمية- وهي في العادة أكثر جمودا وتمسكا بالسلطة، واغترابا عن التعليم عن بعد ومحتواه التقاني، من الأجيال الأصغر في المؤسسة التعليمية. ويستلزم ذلك الاهتمام بالتوعية المكثفة بمضمون التعليم عن بعد، والتدريب على إدارة مكوناته العديدة، والتنسيق بينها، خاصة في مستويات الإدارة التعليمية المختلفة قبل بدء البرامج. وتتضمن الأمور التي تحتاج عناية خاصة في مضمار التنظيم والإدارة، ومتطلبات مختلفة عن التعليم التقليدي، مسائل "الاعتراف" بالمؤسسات العاملة في ميدان التعليم عن بعد، وتقييم المتعلمين، وتقييم المعلمين، والترخيص للمعلمين وتجديده، وتدريبهم. ويمثل السياق الاجتماعي للتعليم عن بعد محددا جوهريا لمدي نجاحه. وهنا تثور عدة مشكلات تطلب اعترافا من ناحية، ومواجهة جادة من ناحية أخري. بداية يعاني التعليم عن بعد من انخفاض المكانة الاجتماعية، حيث يُعد تعليما "من الدرجة الثانية"، يرتاده فقط من لم يقدر، أكاديميا أو ماليا، على "امتلاك" أشكال التعليم التقليدي. وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة. وجلي أن السلاح الأمضي في هذه الحرب هو ضمان النوعية المتميزة في برامج التعليم عن بعد، خاصة تلك البديلة للتعليم التقليدي. والسبيل الأساسي لذلك هو تطبيق نظم الاعتراف الأكاديمي ببرامج التعليم عن بعد بصرامة. وتبين الخبرة العملية أن أحد أهم سبل احترام التعليم عن بعد هو اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المتميزة بخريجي برامجه بين طلبتها. والخلاصة أن الاستغلال الناجع للتعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات- خاصة باستعمال تقانات التفاعل الإلكترونية- يقتضي ثورة حقيقية في التعليم ككل. فكل المكونات التي سبق الإشارة إليها يتعين أن يتكامل في منظومة متناغمة داخليا، وتلتئم- في تناغم أيضا- مع نسق التعليم التقليدي القائم، الأمر الذي يوجب ضرورة التجريب واكتساب الخبرة التراكمية من خلال التقييم الرصين والتطوير المستمر.
اعداد عمرو صلاح عبد السلام

التعلم عن بعد في مصر في مرحلة التعليم الاساسي لمحة سريعة اعداد محمد حسني محمود محمد

التعليم عن بعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر:-
إعداد محمد حسني محمود
استخدام التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي في مصر من خلال الإذاعة، بنوعيها، قديم نسبيا. فيعود الاستغلال الموثق للتلفزيون في مجال محو الأمية مثلا إلى الستينيات الأولي. وربما سبقته الإذاعة. ويدل شتات الوثائق المتاح على ثراء البرامج الإذاعية، المسموعة والمرئية، في دعم تعليم الكبار والتعليم الأساسي، وهناك الآن مشروع لتدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالراديو. وقد قامت وزارة التربية والتعليم بجهد في إعداد مواد للدراسة المستقلة بواسطة المعلمين في مجالي التربية السكانية والبيئية. ويمكن أن يندرج تحت وسائط الدراسة المستقلة أيضا جهد وزارة التربية والتعليم في إعداد مواد تعليمية على شرائط فيديو وأقراص مضغوطة، بفرض توافر المعدات اللازمة، وإمكان استخدامها بواسطة التلاميذ ولعل نظام الانتساب الموجه لمعلمي التعليم الأساسي من خريجي معاهد المعلمين والمعلمات، والذي يطبق بالتعاون مع كليات التربية في الجامعات المصرية هو برنامج التعليم عن بعد الوحيد المتكامل في مصر، حيث ينتهي إتمامه بالحصول على شهادة في التربية (التعليم الأساسي) تعادل درجة البكالوريوس. حيث يعتمد الملتحقون بالبرنامج على التعلم الذاتي، بالإضافة إلى الحضور إلى مراكز دراسية في أوقات فراغ مناسبة، والانتظام في الدراسة أثناء العطلة الصيفية لمدة شهرين لدراسة المواد التي تتضمن جوانب عملية. وهذا البرنامج من أقدم البرامج (تعود بداياته إلى عام 1983) وأضخمها. ويُقدّر أنه قد تم تأهيل أكثر من مائة ألف معلم منذ بدء البرنامج (المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، 1998). ولا خلاف في أن شبكة الاجتماع بالفيديو في مصر منجز تقاني بارز يعبر عن طفرة في استخدام وسائل التعليم عن بعد الإثرائية، حيث يشكل ارتباط 29 مركزا للتخاطب الآني بالصوت والصورة، يمكن أن تستوعب ما يربو على 3700 مشارك، تجسيدا لتقانات الاتصال الأحدث ذات شأن عظيم. وقد استخدمت الشبكة بكثافة منذ إنشائها. وتشير إحصاءات مركز التطوير التكنولوجي إلى عقد 124 برنامجا باستعمال الشبكة خلال اثني عشر شهرا المنتهية في منتصف 1998، ضمت قرابة 170 ألف مستهدف، بالإضافة لاجتماعات الدكتور الوزير بقيادات التعليم على مستوي الجمهورية باستخدام الشبكة. ويوفر تزويد المدارس بالحواسيب المجهزة بالاتصال عبر خطوط الهاتف، من حيث المبدأ، إمكان اتصال المعلمين والتلاميذ بالشبكات، خاصة الإنترنت، التي أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومات، وسبيلا مهما للتعلم الذاتي. ويستمد من إحصاءات مركز التطوير التكنولوجي أنه قد تم، حتى نهاية عام 1998، تزويد أكثر من عشرة آلاف مدرسة في مراحل التعليم الأساسي بهذه القدرة. ولا ريب في أن القنوات الفضائية المخصصة للتعليم، ونصيب التعليم الأساسي منها أربع، هي أحدث الإضافات لترسانة وسائط التعليم عن بعد في مصر. ورغم أن القنوات التعليمية المتخصصة مازالت في مراحلها الأولي، فقد احتدم الجدل حولها: تكلفتها وجدواها، وتحدي كم الإنتاج الهائل المطلوب، ومضمون البث، ومواعيده، ووسيلة استقباله وتكلفتها، وانعكاس ذلك كله على قدر فائدة الفئات الاجتماعية المختلفة منه (انظر، على سبيل المثال، تقرير الحلقة النقاشية التي عقدها مركز التدريب والتوثيق والإنتاج الإعلامي بكلية الإعلام، في "الأهرام الاقتصادي"- 25 يناير 1999). ويمكن القول بأن التوثيق الذي توافر من خلال العمل على هذه الدراسة الأولية يقصر بشدة عن مقتضيات تحليل عميق، ناهيك عن تقييم رصين. ولنأخذ بعض الأمثلة. فلم تتوافر، باستثناء جزئي وحيد في مجال محو الأمية، بيانات مضبوطة عن كم الإرسال الإذاعي، المسموع أو المرئي، في خدمة التعليم الأساسي، ولا عن مدي الاستماع له، ولا تقييم لجدواه. ولم تتوافر بيانات عن استعمال وسائل الدراسة المستقلة التي طورتها الوزارة. ولم تتوافر معلومات عن مدي وطبيعة استخدام الحواسيب في المدارس، خاصة في الاتصال بالشبكات. ولم تتوافر تقييمات لمدي فعالية التدريب من خلال شبكة الاجتماع بالفيديو. وهكذا. وجلي أن الخطوة الأولي في الدراسة المتأنية لاستخدام التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي، وللعمل على تطويره وزيادة فاعليته، هي توفير مثل هذه البيانات التفصيلية، دوريا وبسرعة، على مستوي عال من الجودة. ويلخص الجدول التالي، في حدود ما أمكن جمعه من مادة- وهو قليل، أهم ملامح استعمال التعليم عن بعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر على صورة مصفوفة من سبعة وسائط في مجالات ثلاثة. ويلاحظ أن خلايا الجدول، باستثناء واحدة- تلك المتعلقة بالانتساب الموجه لمعلمي التعليم الأساسي- هي إثرائية (لا تمثل بديلا للتعليم التقليدي). والاستخدامات الإثرائية للتعليم عن بعد هي الأصعب في المتابعة، ومن ثم في التقييم.
مصفوفة وسائط-مجالات التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات (الإثرائي)في التعليم الأساسي في مصر
المجال

تدريب المعلمين(2)
رياض الأطفال، والتعليم الابتدائي والإعدادي(1)
محو الأمية وتعليم الكبار
الوسيط
مشروع التعليم الراديو التفاعلي (اللغة الإنجليزية)
البرامج التعليمية: الفصول التعليمية- أستاذ على الهواء- فترات مفتوحة على الهواء- مشروع التعليم الراديو التفاعلي (اللغة الإنجليزية)
برامج محو الأمية
الإذاعة

البرامج التعليمية
منذ 1963- حاليا 8 قنوات محلية: تنويهات وبرامج "العلم نور" و"هيا نتعلم" و"قول يا قلم" و"اتعلم واتنور" و"بكره الشمس تطلع"
التلفزيون
موديولات تعليمية: التربية السكانية والبيئية
شرائط الفيديو والأقراص المضغوطة- إنتاج وزارة التربية والتعليم

الدراسة المستقلة
كليات التربية-
معلمو المرحلة الابتدائية
(100 ألف، حتى 1996)


الانتساب الموجه
29 مركزا بطاقة 3751 مشاركا- 124 برنامجا (168 ألف مستهدف،
12 شهرا حتى منتصف 1998)(3)


الاجتماع بالفيديو

10407 مدرسة حتى 1998

الإنترنت
قناة
قناتان
قناة
القنوات الفضائية
(1) التعليم الابتدائي يشمل الفصل الواحد، وتشمل المراحل كلها "التربية الخاصة".
(2) تدريب المعلمين يشمل الموجهين والإداريين.
(3) لا يشمل الاجتماعات مع الدكتور الوزير.
تقييم جهود التعليم عن بعد
إن كان توثيق جهود التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي في مصر غير كامل، فالتقييم الرصين لهذه الجهود شبه غائب. لم يتوافر للكاتب إلا دراسة تقييمية واحدة للحملة الإعلامية لمحو الأمية، قام بها مركز بحوث ودراسات المرأة والإعلام، بكلية الإعلام، بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار (1998). وتضمنت هذه الدراسة استطلاع آراء عينة من الجمهور ومن العاملين بمحو الأمية في بعض جوانب التعليم عن بعد، في ميدان محو الأمية، من خلال الإذاعة، المسموعة والمرئية. وقد سبق هذه الدراسة تنظيم الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار للحلقة النقاشية الأولي للبرامج التعليمية لمحو الأمية في التلفزيون المصري عام 1996. وعلى هذا يظهر أن الاهتمام بالتقييم كان أوضح ما يكون، في حدود ما توافر من بيانات، في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وهو أمر يستحق الإشادة. غير أن ما قام فعلا من تقييم في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، لا يفي في تقديرنا بمقتضيات تقييم واف لهذا المجال الحيوي من التعليم الأساسي. إذ يتطلب التقييم الرصين في هذا المجال، بداية، توافر "إحصاءات الخدمة" التي تجمع من خلال التقارير الإدارية: عدد الفصول، عدد المقيدين، عدد الناجحين في الاختبار، وخصائصهم. ولكن، على فائدتها، لا تكفي هذه البيانات لتقييم جاد للإنجاز، وهو أحد المدخلات الأساسية لعملية تخطيطية سليمة. وهناك ستة اتجاهات أساسية للعمل في هذا المجال: 1. الالتحاق بالبرنامج، وتفاوتا ته، ومحدداته. 2. الاستمرار في البرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته. 3. اجتياز الاختبار النهائي للبرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته. 4. اكتساب المعارف والمهارات عند إنهاء البرنامج، تفاوتاته ومحدداته، من خلال اختبارات مقننة للمستفيدين عند التخرج. 5. الاحتفاظ بالمعارف والمهارات بعد إنهاء البرنامج، وتفاوتاته، ومحدداته. 6. تحليل التكلفة-العائد. وتتطلب الاتجاهات الثلاثة الأولي قيام نسق شامل وكفء لإحصاءات الالتحاق، والتقدم للاختبار، والنجاح فيه يوفر خصائص الأفراد. وبالإضافة، تتطلب كل الاتجاهات الستة، خاصة جانب المحددات في الاتجاهات الثلاثة الأولي والثلاثة الأخيرة بكاملها، القيام ببحوث معمقة تنبني على مسوح المعاينة. وقس على ذلك فيما يتصل بباقي المجالات المتضمنة في حصرنا لجهود التعليم عن بعد في خدمة التعليم الأساسي في مصر.
استيعاب مفهوم التعليم عن بعد
حتى بعد تقديم موضوع التعليم عن بعد بوجه عام وعرض استخداماته في دعم التعليم الأساسي في مصر، لم يكن هناك لدي بعض المشاركين فهم واضح لمعني التعليم عن بعد، وللتفرقة بينه وبين التعليم متعدد القنوات (حيث تدعم أشكال من التعليم عن بعد التعليم في المؤسسات التعليمية النظامية). كان هناك ميل لاعتبار أي استخدام لوسائل تعليمية متطورة (بما في ذلك معامل العلوم مثلا)، وبوجه خاص تلك التي تقوم على التقنيات الأحدث (مثل شرائط الفيديو أو الأقراص الممغنطة المضغوطة CDs)، ولو بواسطة المعلم في سياق التعليم في المدارس، تعليما عن بعد. وتؤكد هذه الصعوبة على ضرورة تقوية جهد التوعية بأساليب التعليم عن بعد في أوساط المعلمين.
تقدير الفعالية
تردد التقدير بأن معدات حديثة (مثل الفيديو الحواسيب) قد خصصت فعلا لبعض المدارس ولكنها لم تستخدم الاستخدام الأكفأ لأسباب متعددة، تضم: بعض المدارس (في مباني قديمة) لا تتوافر بها الإمكانات المطلوبة لتشغيل الأجهزة، وبعضها حتى لا يدخل في خطة هيئة الأبنية للتطوير بحيث تتوافر الإمكانات المطلوبة مستقبلا. خوف المعلمين المسئولين عن الأجهزة، عالية التكلفة، من تلفها أو سرقتها، الأمر الذي يدعوهم لتقليل إتاحتها للاستعمال العام (طالب بعض المشاركين، بحماس، بضرورة توفير وظيفة "حارس ليلي" بالمدارس).· قلة التجهيزات، ونقص سعة أماكن المشاهدة والاستعمال، في حالة الفيديو الحواسيب، بالمقارنة بعدد الطلاب والفصول في المدرسة.· تقادم الأجيال الأولي من الحواسيب واختلاف نوعها (الماكينتوش) عن المعيار السائد الآن، والذي تطور له البرامج التعليمية.· ضعف وسائل الاتصال التليفوني، الأمر الذي يقصر الاتصال بالإنترنت في المدارس التي تتوافر بها الإمكانية على بعض المعلمين.· يقلل تكرار انقطاع التيار الكهربائي من الاستفادة.· قلة معرفة المعلمين المسئولين- بسبب قصور التدريب الذي يحصلون علىه- وثقل العبء الملقي عليهم (بالإضافة لجداول حصصهم).· قرب غياب معرفة مديري المدارس والموجهين بإمكانات الأجهزة والسبل الأفضل لاستخدامها.· قلة توافر الإمكانات اللازمة لتوفير الخامات المستهلكة (الأحبار، والورق، والشرائط، والأقراص الممغنطة).· ضعف صيانة المعدات.· قلة كفاية البرامج التعليمية عن تغطية المناهج، وتأخر وصولها خلال العام الدراسي.· قلة الوقت المتاح لاستخدام الأجهزة والبرمجيات في ضوء توقيتات الانتهاء من أجزاء المناهج. وتثير هذه الملحوظات الحاجة الماسة إلى تعزيز جهود المتابعة والتقييم في ميدان التعليم عن بعد للعمل على تلافي أوجه القصور.
العائد/التكلفة
أثير التساؤل عن مدي كفاية العائد على التكلفة الضخمة لاستخدام بعض التقنيات الحديثة، خاصة في ضوء غياب بعض المقومات الأساسية للعملية التعليمية السليمة (الطباشير الصحي، وسائل الإيضاح الأساسية، …).
الاجتماع بالفيديو
اعتبر مفيدا، وتم التعبير عن الرغبة في توسيع نطاقه على المستوي المحلي، ولكن أثير أن عقد الاجتماعات بالفيديو أثناء فترة الدراسة يصيب الأداء المدرسي بالاضطراب. كذلك يعتقد أن الاجتماع بالفيديو يجب أن يكمّل بأشكال من التدريب العملي في مجموعات صغيرة تحت إشراف متخصصين.
القنوات الفضائية
تكرر تفضيل نقل المواد التعليمية عبر قنوات الإرسال التلفزيوني العادي، المتاح للجميع تقريبا، بدلا من القنوات الفضائية التي تتطلب إما شراء جهاز فك الشفرة decoder (للقادرين) أو الاكتفاء بالمشاهدة في المدارس (لغير القادرين). كما أن المشاهدة في المدارس ستتزاحم مع الدروس العادية وتواجه مشكلة نقص الأماكن المتسعة لجميع التلاميذ في أغلب المدارس.
مكافحة الدروس الخصوصية
ارتأى البعض أنه يمكن استخدام تقنيات الاتصال الحديثة، خاصة شرائط الفيديو المسجلة لمعلمين ممتازين والأقراص المضغوطة المشوقة، في مكافحة الدروس الخصوصية، بعد أوقات الدراسة المعتادة، في المدارس بشرط توافر أماكن المشاهدة المناسبة. إذ، خلافا للبث الإذاعي المرئي أو المسموع، توفر الشرائط والأقراص إمكان التوقيف والمناقشة والإعادة حسب حاجة المتعلمين في كل موقع. في النهاية، تم التعبير عن الحاجة لزيادة الاهتمام ببرامج التعليم عن بعد لذوي الاحتياجات الخاصة.
المراجع
1. التعليم عن بعد، مصر واليونسكو، إصدار ديسمبر 1996، اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، القاهرة، والذي حوي أوراق اجتماع خبراء نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو في مايو 1996.
أحمد أبو شيخة (1996)اقتصاديات مشروعات التعليم عن بعد وبدائل تمويلها. (1)
أحمد شبشوب (1996)التجربة التونسية في ميدان التعليم عن بعد. (1)
المكي المروني (1996)تجربة دولة المغرب في مجال التعليم عن بعد. (1)
المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (1996)رؤية استراتيجية للتعاون الإسلامي في مجال التعليم عن بعد. (1)
سامح سعيد، عايده أبو غريب، نجوي جمال الدين (1996)تكنولوجيا التعليم والتعليم عن بعد في جمهورية مصر العربية. (1)
صلاح الدين محمود إليتيم (1996)تجربة الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي في مجال التعليم عن بعد، الجامعة المفتوحة في الجماهيرية الليبية، الواقع والتطلعات. (1)
عصام أحمد فريحات (1996)التجربة الأردنية في مجال التعليم عن بعد. (1)
يعقوب نشوان (1996أ)تجربة جامعة القدس المفتوحة في التعليم عن بعد.(1)
------- (1996ب) تقويم التعلم عن بعد بجامعة القدس المفتوحة من وجهة نظر الدارسين. (2)
اعداد محمد حسني محمود

الخميس، 14 مايو 2009

المتطلبات التقنيه للتعليم عن بعد------ محمد عبد الفضيل خليفه

تطور التعليم عن بعد
في البداية، كأن التعليم عن بعد يعنى التعليم بالمراسلة، أي أن الوسيط كأن الخدمة البريدية التي تنقل مواد مطبوعة، أو مكتوبة، بين المتعلم والمعلم. ولكن جعبة التقنيات التي تستعمل في التعليم عن بعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية. فتوفر تطبيقات الحواسيب حاليا سبل نقل النص، والصورة، والحركة، والخبرة الحسية (من خلال أساليب "الحقيقة الظاهرية") كأساليب للاتصال تبز أحيانا ما يوفره أقدر المعلمين في قاعات التدريس العادية. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعية الاتصال هاتفيا وتوصيل البث الإذاعي، صوتا وصورة، لمواقع نائية دون شبكات بنية أساسية أرضية مكلفة.
فحيث يمثل التعليم بوجه عام وظيفة أساسية في المجتمعات البشرية، كأن طبيعيا أن تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، مع تصاعد التطور التقني. وحيث يعتمد التعليم عن بعد بوجه خاص على تقنيات الاتصال، مهّد كل طور من التطور في هذه التقنيات لبزوغ الأشكال المناسبة له من التعليم عن بعد.
فتطور شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة. وأدى بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعية. وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، من أهم وسائل التعليم عن بعد، وأكثرها فعالية، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلم الذاتي.
في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، منحت أولى تراخيص "الراديو التعليمي" في العشرينيات الأولى من القرن الحالي، وبدأ البث التلفزيونى التعليمي في عام 1950. ولم تنشأ أولى، وربما أهم، الجامعات المفتوحة إلا في عام 1971 في بريطانيا. وبدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعليم والتعلم في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وفرت "مؤسسة العلم القومية" للجامعات الأمريكية فرصة استعمال شبكة الإنترنت في منتصف الثمانينيات. وتلا ذلك، أي في التسعينيات، بدء انتشار استعمال الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي، وفي أماكن العمل وفي البيوت.
المتطلبات التقنية للتعليم عن بعد
لكل نوع من التعليم عن بعد، وفي الواقع لكل هدف تعليمي محدد، وسائط تقنية أكثر مناسبة من غيرها، فالراديو يساعد على شحذ الخيال، والتلفزيون فعال في التعامل مع الأحداث المركبة، والحواسيب تناسب اكتساب المهارات الناجمة عن التكرار والممارسة والتفاعل (وبالمناسبة، تدل البحوث الحديثة في تكوّن الذاكرة
طويلة الأجل على الدور الجوهري لتكرار الخبرة). ولذلك فأن تعدد الوسائط التقنية، في سياق التعليم متعدد القنوات، يوفر مجالا أرحب لإثراء العملية التعليمية. كذلك يتكيف استخدام الوسائط التقنية بظروف المجتمع المحدد الذي تقوم فيه، سواء من حيث التوافر، أو النوعية أو كفاءة الاستغلال.
وتجدر الإشارة هنا إلى ملحوظتين أساسيتين.
الأولى أن استعمال أشكال التعليم عن بعد المختلفة والتركيز النسبي على أي منها، في أي مجتمع، رهن بالتشكيلة التقنية القائمة فيه وبمقوماتها المجتمعية، بما في ذلك البنية الأساسية والتنظيمية.
والثانية، أن استخدام الأشكال الأكثر فعالية من التعليم عن بعد، تلك التفاعلية باستخدام الحواسيب والشبكات، والمؤثرة على نوعية التعليم، حديث نسبيا حتى في المجتمعات المتقدمة. وأن هذه الأشكال هي في الوقت نفسه الأكثر كثافة تقنياً، والأعلى تكلفة، والأكثر حاجة لبنى نحتية مكلفة هي الأخرى. والبلدان النامية مستقبلة متأخرة لهذه الإمكانيات، ومن ثم لن يمكن، وفق مجريات الأمور الراهنة، التوصل لها إلا لأقلية، تتضاءل في المناطق الأفقر.
ويقل توافر وسائل الاتصال الحديثة في البلدان النامية مع حداثة وسيلة الاتصال، وارتفاع ثمنها (التليفون والفاكس والحواسيب والإنترنت) ومدى حاجتها لبنية أساسية مكلفة (التليفون والفاكس والإنترنت). وبعبارة أخرى، يقل توافر وسائل الاتصال كلما زادت فعاليتها في التعليم عن بعد ومن باب أولى، في التعلم الذاتي عن بعد.
كذلك يتعين ملاحظة أن المهم ليس مجرد الوجود، ولكن مدى إمكان الاعتماد عليها- فمازال البريد العادي غير مضمون وصوله، ناهيك عن وصوله بسرعة، لعموم القطر، وتقلل الأعطال المتكررة من الاستفادة من وسائل الاتصال الباقية، في بلدان نامية.
والنوعية مسألة حتى أعقد. وهنا تثار أمور مثل: هل تصل التليفونات "كابلات" نحاسية تقليدية أو ألياف ضوئية، وأي أساليب نقل المعلومات تطبق في الشبكات؟ حيث تحدد هذه الفروق طاقة نقل المعلومات ومدى سرعة نقلها عبر الشبكات، ومن ثم درجة غنى الرسائل التعليمية التي يمكن نقلها.
الوسائط التقنية الأكثر مناسبة للتعليم عن بعد في البلدان النامية
وبناء على المناقشة السابقة، يظهر أن الراديو- والصوتيات بوجه عام- يليها التلفزيون، هي الوسائط الأكثر مناسبة للاستعمال الواسع، خاصة في ميدان مقاومة الاستبعاد من التعليم، في البلدان النامية حاليا.
فتتميز هذه التقنيات، من حيث المبدأ، بكونها واسعة الانتشار، ورخيصة نسبيا، ولا تحتاج بنية نحتية مكلفة. والواقع أن انتشار البث الإذاعي في البلدان النامية متسع جدا، لأسباب غير تعليمية، وفي الأغلب مترد نوعا، بما يؤسس حاجة للاستخدام الفعال لهذه الوسائط في التعليم والتنوير.
ولكن ينتاب الإذاعة التعليمية، المسموعة والمرئية، وجه قصور تعليمي أساسي هو غياب التفاعل المزدوج بين المعلم والمتعلم. ومع ذلك، يزيد من الأهمية التي يجب أن تولى لاستعمال الراديو وجود تقييمات حسنة، حتى في تعليم أوليات الرياضيات والعلوم، لما يسمى "تعليم الراديو التفاعلي" الذي يتضمن إشراك المتعلمين عن بعد من خلال طلب قيامهم بنشاطات، فردية أو جمعية، أثناء البث الإذاعي، بدلا من مجرد الإنصات السلبي. ولا يوجد من حيث المبدأ ما يمنع من أن تمتد هذه الطريقة للبث التعليمي التلفزيونى. ولكن ذلك النوع من التواصل المنقوص لا يقوم بديلا فعالا، في كلتا الحالتين، للتفاعل الآلي.
وفوق ذلك، فأن المزايا العامة التي ذكرنا أعلاه للإذاعة من حيث المبدأ لم تمنع أن تعانى برامج البث الإذاعي التعليمي في البلدان النامية، التي اهتمت بتقييمها، من أوجه نقص عديدة منها نقص التمويل، وقلة المعدات ووقت الإذاعة المتاح، وضعف تدريب العاملين، وقلة اهتمام المسؤولين- الذين يفضلون البرامج المدرة للربح- وحتى المعلمين.

غير أن التوصية بالاهتمام بالإذاعة لا تعنى، على الإطلاق، إهمال التقنيات الأكثر تطورا، خاصة وهى تحمل الأمل الأكبر في مواجهة مشكلة تردى نوعية التعليم التقليدى في البلدان النامية.

الحاجة إلى التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات
بداية، يمكن أن يساهم التعليم عن بعد في حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدى، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسي بوجه عام، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى.
ومن الممكن، بل صار ملحا، أن تستغل أساليب التعليم عن بعد في مكافحة تردى النوعية في التعليم التقليدى من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو انخفاض تكلفتها، الأمر الذي يساعد على استخدامها في البلدان الأفقر.
ويمكن أن تساعد أساليب التعليم عن بعد في التغلب على ندرة المعلمين، خاصة في المناطق النائية والأفقر فيها، وتوفر أداة فعالة للنهوض بمستوى المعلمين باستمرار، وتساهم في توسيع نطاق الاستفادة من المعلمين الموهوبين، سواء في تعليم النشء أو في تدريب عامة المعلمين.
غير أن لتبنى التعليم عن بعد، بكفاءة، ميزتين إضافيتين، على الصعيد الاجتماعي وفي المعترك الدولي.

على الصعيد الاجتماعي، سيساعد تنامي "التعلم الذاتي عن بعد" بين أبناء القادرين على تفاقم الانتقائية المتزايدة للفئات الاجتماعية الأغنى في التعليم الرقى نوعية، بحيث يصبح التعليم أداة لتكريس الاستقطاب الاجتماعي، بدلا من وظيفته المرجوة في التقليل من الفوارق الاجتماعية.
وترتب هذه السمة أهمية خاصة لتوفير إمكان الاستفادة من ثمرات التقنيات الحديثة لأبناء الفئات الاجتماعية الأضعف. وقد صار لزاما، خاصة مع انتشار الفقر، أن توفر نظم التعليم العربية العامة الأشكال الأحدث من تقنيات التعلم الذاتي عن بعد لأبناء غير القادرين.
وفي المعترك الدولي، تنطوي عملية العولمة على أنماط، مباشرة وأخرى مقنّعة، من التعليم عن بعد، من خارج نسق التعليم والتنشئة الوطني، قوى ويزداد قوة باطراد، ومحمّل بلغات وبثقافات غريبة- بأوسع معنى- بما قد يحمل أخطارا على رسالة التعليم. ومن ثم بات ضروريا دخول معترك التعليم عن بعد باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لم يعد ممكنا تجاهل وجوده.
وباعتبارها تبدأ من الصفر تقريبا، تنهض فرصة لأن تُصمم نظم التعليم عن بعد، منذ البداية، لتتلافى نقائص التعليم التقليدى، خاصة تلك التي ينعقد الأمل على التعليم عن بعد في المساهمة في مكافحتها وعلى رأسها الاستبعاد- بمختلف أنواعه التي ذكرنا أعلاه- وتردى النوعية، والفصام مع مقتضيات التنمية والتقدم.

شروط نجاح التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات

هناك قدر من الانبهار بالتعليم عن بعد، وباستخدام التقنيات الأحدث، وكأنها حلول سحرية، دون تمحيص. هذا على حين يواجه التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات بوجه خاص، مشكلات عديدة، تزداد حدة في البلدان النامية. والخشية أن تؤدى حالة الانبهار هذه إلى إحباط ضخم، في ميدان التعليم. إذ ليس التعليم عن بعد حلا سحريا، بل أحد عناصر منظومة تعليم متكاملة، وهكذا يجب أن ينظر، وأن نقدم عليه باعتباره تحديا كبيرا، أن أردنا النجاح في هذا الميدان الحديث نسبيا.
فعلى حين يقدم بعض الباحثين، في الغرب، قرائن على أن بعض برامج التعليم عن بعد يمكن أن تنتج نوعية أعلى من التعليم، خاصة العالي، بسبب ضرورة تحمل المتعلم للمسؤولية، والاشتراك الأكثر فعالية للمتعلمين في العملية التعليمية، وغياب الحواجز النفسانية للتعبير في المجموع، وغيره من المبررات، لا يوجد دليل علمي قاطع على أفضلية التعليم عن بعد على التعليم التقليدي في منظور النوعية.
وعلى العكس، يتوافر دليل قوى على أن برامج التعليم عن بعد تعانى معدلات انقطاع أعلى من التعليم التقليدي. وهذا أمر متوقع في ضوء ظروف غالبية الملتحقين بالتعليم عن بعد، والتي أدت لحرمانهم من التعليم التقليدي بداية.
والواقع أن التعليم عن بعد يمكن أن يقع في نفس مشاكل التحصيل في التعليم التقليدي، خاصة ثلاثية "التلقين-الاستظهار-الإرجاع" اللعينة. بل يمكن أن يعانى منها أكثر من التعليم التقليدي بسبب توسط المعدات الجامدة بين المعلم والمتعلم. ولذلك يجب أن تكوّن مقاومة التسرب وضمان النوعية الراقية محاور أساسية في التخطيط للتعليم عن بعد.
والمعروف أن آثار التعليم عن بعد أكثر تشتتا من التعليم التقليدي، ومن ثم أصعب في التقييم. وتزداد هذه الصعوبة في البلدان التي تضعف فيها فكرة التقييم، وتقل مصداقية جهود التقييم.
وتطوير المواد التعليمية، المشوقة والفعالة، في التعليم عن بعد أمر صعب ومركب- يجب أن يتم من خلال فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء، في الموضوعات وفى التقنيات ووسائط الاتصال المستخدمة، وفنانين وغيرهم. ويجب أن يقوم أنتاج المواد التعليمية على تبنى نموذج "البحث-التطوير-التقييم-المراجعة" باستمرار.
وهو أيضا مكلف. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يقدر أن تكلفة أنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة تبلغ حول ثلاثة آلاف دولار. ولذلك كثير ما يتم التأكيد على أن الاستفادة من التعليم عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والعائد.
وتمثل ندرة المواد التعليمية الصالحة للتعليم عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوى في هذا المضمار.
المنظومة البشرية: تشترك فئات متنوعة، و"جديدة"، من البشر في التعليم عن بعد، وتزداد- عددا وتنوعا- في التعليم متعدد القنوات. فبدلا من مجرد "ثنائي" المدرس والطالب يقوم التعليم عن بعد- في الحد الأدنى- على "ثالوث": معلم عن بعد- أو معلم في "الأستوديو"؛ متعلم عن بعد؛ ميسر الموقع (الذي يتعامل فيه المتعلم عن بعد) بجوانب العملية التعليمية عن بعد، خاصة من خلال وسائل الاتصال المتقدمة غير المتاحة للمتعلم الفرد.
ويتعين أن تتفاعل الأطراف الثلاثة كفريق كفء مع تغير دور المعلم والمتعلم عن المتعارف عليه في التعليم التقليدي. فالمعلم عن بعد- الكفء- ليس ملقنا لكم معين من المعلومات، ولكن ميسرا للتعلم من خلال الاكتشاف، وعبر التواصل مطرد الترقي.
لكن هناك- غير هؤلاء الثلاثة- آخرين كثر تضمهم فرق تصميم وإنتاج المادة التعليمية، كما أشرنا، والفنيين والإداريين في مواقع التعليم عن بعد وفى الإدارة التعليمية على مستوياتها المختلفة، ومقدمو خدمات الاتصال المختلفة، وغيرهم.
وهناك خطر أن يقع التعليم عن بعد في أيدي "التقنيين"- نتيجة لقلة معرفة التربويين بالتقنيات الحديثة، أو افتتانهم الشديد بها. وينطوي ذلك على الوقوع في التركيز الزائد على التقنيات والمعدات، عوضا عن الهدف الأصيل وهو الاحتياجات التعليمية للمتعلمين عن بعد. أن التعرف على هذه الاحتياجات، وأفضل السبل للوفاء بها، يجب أن يسبق حتى اختيار التقنيات وتحديد التوظيف الأفضل لها لتحقيق الغاية التعليمية. ويستلزم درأ ذلك الخطر، على وجه الخصوص، أن يعاد توجيه برامج تكوين التربويين، الجامعية وأثناء الخدمة، لتتضمن مكونا قويا في التعليم عن بعد، نظريا وعمليا.
البنية الأساسية والمعدات والبرمجيات: واضح أن تكلفة التعليم عن بعد، خاصة التفاعلي منه، مرتفعة لدرجة يمكن أن تكون مانعة للانتشار، ولو المحدود. إذ حتى في الولايات المتحدة الأمريكية تحول القيود المالية أحيانا دون توافر المعدات والبرمجيات ومداخل شبكات الاتصال اللازمة لهذا النوع من التعليم عن بعد. ويزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقادم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد-التفاعلي.
وخلاف التكلفة، هناك شروط عديدة للاستخدام الفعال للمعدات الحديثة من أهمها التدريب الفعال والصيانة المستمرة. ويترتب على قلة توافر هذه الشروط تضاؤل استخدام المعدات الحديثة إلى جانب طفيف من إمكانياتها. وقد يصل الأمر لبوار المعدات، وقلة الاستفادة من البرمجيات، تحت ظروف البيروقراطية والإهمال المتفشيين في الإدارة الحكومية في البلدان العربية.
وعلى السياق التنظيمي والإداري يتوقف العائد على نظم التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات. إذ أن التعليم عن بعد نسق أعقد من التعليم التقليدي، ومن ثم يحتاج لأنظمة أكفأ وإدارة أرقى. وتزداد المشكلات التنظيمية والإدارية تعقيدا في إدارة التعليم متعدد القنوات. والمعروف أن الإدارة المدرسية التقليدية تميل للمركزية والجمود، بينما يكمن نجاح التعليم عن بعد في اللامركزية والمرونة اللازمين لتكامل عديد من المكونات المتباينة في نسق متكامل يسعى لبلوغ غاية مشتركة.
وعند تبنى التعليم عن بعد يصبح مطلوبا بوجه خاص مرونة القيادات التعليمية- وهى في العادة أكثر جمودا وتمسكا بالسلطة، واغترابا عن التعليم عن بعد ومحتواه التقني، من الأجيال الأصغر في المؤسسة التعليمية. ويستلزم ذلك الاهتمام بالتوعية المكثفة بمضمون التعليم عن بعد، والتدريب على إدارة مكوناته العديدة، والتنسيق بينها، خاصة في مستويات الإدارة التعليمية المختلفة قبل بدء البرامج.
وتتضمن الأمور التي تحتاج عناية خاصة في مضمار التنظيم والإدارة، ومتطلبات مختلفة عن التعليم التقليدي، مسائل "الاعتراف" بالمؤسسات العاملة في ميدان التعليم عن بعد، وتقييم المتعلمين، وتقييم المعلمين، والترخيص للمعلمين وتجديده، وتدريبهم.
ويمثل السياق الاجتماعي للتعليم عن بعد محددا جوهريا لمدى نجاحه
. وهنا تثور عدة مشكلات تطلب اعترافا من ناحية، ومواجهة جادة من ناحية أخرى.
بداية يعانى التعليم عن بعد من انخفاض المكانة الاجتماعية، حيث يُعد تعليما "من الدرجة الثانية"، يرتاده فقط من لم يقدر، أكاديميا أو ماليا، على "امتلاك" أشكال التعليم التقليدي. وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة. وجلي أن السلاح الأمضى في هذه الحرب هو ضمان النوعية المتميزة في برامج التعليم عن بعد، خاصة تلك البديلة للتعليم التقليدي. والسبيل الأساسي لذلك هو تطبيق نظم الاعتراف الأكاديمي ببرامج التعليم عن بعد بصرامة. وتبين الخبرة العملية أن أحد أهم سبل احترام التعليم عن بعد هو اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المتميزة بخريجي برامجه بين طلبتها.
والخلاصة أن الاستغلال الناجع للتعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات- خاصة باستعمال تقنيات التفاعل الإلكترونية- يقتضى ثورة حقيقية في التعليم ككل. فكل المكونات التي سبق الإشارة إليها يتعين أن يتكامل في منظومة متناغمة داخليا، وتلتئم- في تناغم أيضا- مع نسق التعليم التقليدي القائم، الأمر الذي يوجب ضرورة التجريب واكتساب الخبرة التراكمية من خلال التقييم الرصين والتطوير المستمر.
التعلم عن بعد بواسطة الجامعات المفتوحة:
في الآونة الأخيرة ظهرت هناك جامعات مفتحة تقوم بإعطاء شهادات أكاديمية بواسطة التعلم عن بعد بواسطة الحاسب فيستطيع الدارس أن يشاهد المحاضرات عبر الإنترنت والحاسب ويستطيع أن يقدم الأسئلة ويتلقى الرد مباشرة ولقد صممت برامج ذكية ونظم خبيرة تساعد المتعلم في الحصول على المعلومة دون الحاجة إلي معلم ودون الحاجة إلي الطريقة التقليدية المستخدمة في التعليم العادي
ومن هذه الجامعات هي الجامعة العربية المفتوحة وعنوانها على الشبكة العنكبوتية هو:
http://www.arabou.org/e7arab.htm
وكذلك من وسائل التعلم عن بعد الفيديو التفاعلي

الفيديو التفاعلي
وهو عبارة عن مزج الحاسب الآلي والفيديو ، سواء أجهزة الفيديو التي تستخدم كاسيت أو التي تستخدم ديسك وهي تتيح للمتعلم فرصة التفاعل مع البرنامج الموجود على الشريط أو القرص بطريقة تسمح له بتعلم أفكار واكتساب خبرات جديدة في موقف تعليمي . ونظام الفيديو التفاعلي يتضمن عادة الأجهزة التالية: - ( جهاز حاسب آلي - جهاز فيديو - شاشة - أداة لربط الفيديو بالحاسب الآلي )، والفيديو التفاعلي بصورته الحالية يعد وسيلة فعالة وحيوية خاصة في التعلم الفردي لأنها تراعي الفروق الفردية للمتعلم من حيث مستوى المعلومات والسرعة في عرضها، ونظام الفيديو التفاعلي في مجال التعليم لا يتطلب من المتعلم أكثر من معرفة كيفية استخدام لوحة المفاتيح كي يتمكن من التفاعل لما يعرض من معلومات يتضمنها البرنامج.
محمد عبد الفضيل خليفه
نقلا عن موقع (www.geocities.com )

دور التعليم الالكتروني في تطور التعليم عن بعد---نايل محمد حسن




دور التعليم الالكتروني في تطور التعليم عن بعد وتطور مراحله


تزداد أعداد الذين يتعلمون عن بعد منذ نشأة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية العالمية. ففى عام 2005 سجلت الأرقام عدد 302 مليون طالب فى التعليم الجامعى سجلوا على الأقل فى مقرر دراسى واحد من خلال الإنترنت أى أنهم بعيدون عن القائم بالتدريس ومفصولين تماما عنه زمانا ومكانا. هذا العدد تضاعف فى خلال الثلاث سنوات الأخيرة. فطلاب التعلم عن بعد يمثلون 17% من مجموع طلاب التعليم الجامعى فى الولايات المتحدة الأمريكية [1]. هذه النسبة الكبيرة فى طلاب التعلم عن بعد هى نتيجة التقدم التكنولوجى وما واكبه من ظهور تقنيات التعليم الإلكترونى وتطبيقاته. ومن المهم تحديد ما أضافه التعليم الإلكترونى إلى التعلم عن بعد.


مراحل التعليم عن بعد

فقد مر التعلم عن بعد بثلاثة مراحل (أجيال) أساسية. فالمرحلة الأولى كانت تعتمد على تسليم الطالب عدد من الكتب أو المادة العلمية المطبوعة من خلال البريد. وكان إتصال الطالب مع القائم بالتدريس من خلال البريد. والمرحلة الثانية إعتمدت على الإذاعة السمعية والمرئيةaudio/video وهذا تم تطويره إلى التسجيلات السمعية والمرئية وكان اتصال الطالب مع القائم بالتدريس يتم من خلال التليفون أو من خلال البريد الإلكترونى فى بداية التسعينات. أما المرحلة الثالثة فتعتمد على تكنولوجيا الإنترنت والتعليم الإلكترونى.



وبالطبع لم يكن هناك شك فى أن كلا من الطالب والقائم بالتدريس كانا يجدان التعليم من خلال وسائط الإذاعة السمعية والمرئية أكثر فعالية من التعليم من خلال المراسلات المطبوعة. وكذلك ازدادت فعالية التعلم والتى أصبحت تقارب طريقة التعليم وجها لوجه face-to-face instruction والتى تستخدم فى الفصول التفليدية.



ولكن كانت تلك الطريقة عالية التكلفة مقارنة بالطريقة التقليدية والتى ترتبط بالفصول. وقد أتاحت القنوات العامة للإذاعة والتلفزيون فرصة كبيرة للتعلم عن بعد ولكنها عالية التكلفة مما أدى إلى ظهور القنوات الإذاعية ذات القنوات المغلقة وهى وإن كانت أقل تكلفة إلا إنها محدودة الإستخدام نظرا للحاجة إلى استخدام تطبيقات الميكروويف ومستقبلات الأقمار الصناعية لبث هذه المقررات. وباستخدام هذا الجيل من التعلم عن بعد كان يمكن للطلاب تناول المقررات فى العمل أو أماكن أخرى. وميزة انخفاض تكلفة التسجيلات السمعية/المرئية زادت من شيوعها حيث يمكن تشغيل هذه التسجيلات الشريطية العديد من المرات وفى البيت أوالعمل.



أما الجيل الثالث من تكنولوجيا التعلم عن بعد فهو يعتمد على تكنولوجيا الإنترنت وتكنولوجيا التعليم الإلكترونى حيث ساهمت هذه التكنولوجيا فى انتشاره وخفضت من تكلفته بالإضافة إلى زيادة فاعلية التعلم ورضاء كل من القائم بالتدريس والطالب. ويمكن تقسيم الطرق الشائعة الآن إلى نوعين: التقنية المتزامنة Synchronous أو ما يعرف باللقاء الآنى Real-time conferencing والغيرتزامنية Asynchronus أو اللقاء عند الطلب on-demand access .



الأسس الخمسة لفاعلية التعلم عن بعد


لتقييم فاعلية التعلم عن بعد والذى جاء فى تقرير [2] Sloan-C Consortium إنه يجب عمل إطار مرجعى للتقييم. فقد أورد التفرير أن ان لإطار المرجعى للتقييم يعتمد على خمسة أسس. وعلى ضوء هذه الأعمدة الخمسة يمكن تعيين قيمة التعليم عن بعد وتقييم فعاليته. هذه الأسس هى:



1- فاعلية التعلم Learning Effectiveness

لكل عملية تعليمية مجموعة مخرجات تعليمية معينة (برنامج دراسى، مقرر، منهج). ويمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تسهل تحقيق هذه المخرجات بالتدعيم الفعال لتقنية التعليم الموجودة، أو بتوسيع الخيارات المتاحة لتصميم المقرر أو بتشجيع تطوير واستخدام طرق تعليمية جديدة وفعالة فى نفس الوقت. فيعتبر التعليم وجها لوجه face-to-face instruction هى أساس المقارنة عند محاولة تقييم فاعلية التعلم. وبالتالى عند تقييم تنولوجيا التعلم عن بعد يؤخذ عامل مهم وهو مدى مواءمة طريقة التعلم مع طريقة التعليم التقليدية "وجها لوجه"

2- التكلفة

استخدام التكنولوجيا لايكون مجانيا. فهو يزيد من إنتاجية الفرد ويساعد على استخدام منتجات وخدمات جديدة. ويقلل من التكلفة الكلية فى بعض الأحيان. فتكنولوجيا التعلم عن بعد فتحت أسواقا جديدة وساعدت على تطور أسواق موجودة. وكما فى فاعلية التعلم فإن التعليم وجها لوجه هو الساس عند مقارنة التكلفة للتعلم عن بعد.

3-سهولة التناول Access

وهذه تعتبر أساس التعلم عن بعد. حيث أن الهدف الأساسى للتعلم عن بعد هو إتاحة الفرصة لهؤلاء الذين لايمكنهم حضور المحاضرات والدروس. فتتابع أجيال من التكنولوجيا أدى إلى الوضع الحالى للتعلم عن بعد والذى عن طريقه يكون التناول العالمى هو الهدف الأساسى: متاح لكل فرد وفى أى مكان وفى كل وقت. وكلما زادت درجة تحقيق ذلكبواسطة التكنولوجيا الحديثة كلما مثل ذلك إعتبارا هاما.

4- رضاء أعضاء هيئة التدريس Faculty Satisfaction

التعلم عن بعد يضع مطالب جديدة من هيئة التدريس. فهناك طالب ذو تكوين جديد ويجب أخذ ذلك فى الإعتبار.وهناك تقنية جديدة يجب ان تتعلمها هيئة التدريس وأن تعتاد إدخالها فى العملية التعليمية. فطريقة التعليم التقليدية والتى عهدناها فى عملية التعليم وجها لوجه قد تغيرت وحل مكانها إسلوب ونهج للتعلم مختلفين. ويوجد متطلبات جديدة تم وضعها على وقت القائم بالتدريس وذلك بدون تخفيض هذا الوقت فى أشياء أخرى. وفى هذه البيئة التى تم تغييرها لايمكن الحصول على رضاء اعضاء هيئة التدريس. فهو يتأثر بعوامل أخرى كثيرة غير عامل التكنولوجيا مثل التعويض عن الوقت، الإعتراف بالجهد المبذول، دعم الطالب وأعضاء هيئة التدريس الآخرين.

5- رضاء الطالب

يعتبر الجيل الحالى من الطلاب أكثر لللإجاه الإستهلاكى عن أسلافه. فالمتعلمون عن بعد عادة يكونون أكبر سنا، أغلبهم متزوجون ولهم أسر، وفى أغلب الأحيان يعملون. وبالإضافة إلى فاعلية التعليم والتكلفة فإن ملاءمة التعلم وإدارة الوقت يعتبران عاملان مهمان لهما. وتكنولوجيا التعلم عن بعد يجب أن توفرلهم الرضاء على جميع الأبعاد. وهذال لايشمل فقط تكنولوجيا التعليم ولكن أيضا جميع التقنيات التى تساهم فى التسجيل، القبول، الإرشاد الأكاديمى، والخدمات الطلابية الأخرى.



دور التعليم الإلكترونى فى تحسين التعليم عن بعد

عند تحليل الوضع الراهن للتعلم عن بعد يجب أن نأخذ فى الإعتبارعاملين أساسيين وهما: التكنولوجيا الداعمة للدراسة الذاتية والتكنولوجيا الداعمة لتفاعل الطلاب فيما بينهم والتفاعل بين الطلاب والقائم بالتدريس[3].

والعامل الأول وهو التكنولوجيا الداعمة للدراسة الذاتية فهو يعتمد على المقررات الإلكترونية التى يتم تنزيل ملفاتها downloaded files وهى تخلق بيئة تعليمية تشابه تلك التى فى الفصول أو ما يعرف بطريقة التعليم وجها لوجه face-to-face instruction وهى تحقق الأعمدة الخمسة لفاعلية التعليم: رضاء الطالب، رضاء القائم بالتدريس، انخفاض التكلفة، سهولة التناول. واستخدام هذه التقنيات معا يخلق بيئة تعلم تشابه كثيرا الفصول التقليدية. أما العامل الثانى وهو التفاعل فيما بين الطلاب فعادة ما يحدث عن طريق البريد الإلكترونى، المحادثات الحية live chat، التليفون، المؤتمرات السمعية المرئيةaudio/video conferencing. وكذلك التفاعل مع القائم بالتدريس.

وأحيانا يلجأ القائم بالتدريس إلى استخدام طريقة تعتبر مزيج من عدة عناصر للإتصال الحى والإتصال الغيرتزامنى . حيث تستخدم هذه الطريقة آليات وأدوات متعددة والتى تزداد من خلالها فاعلية التعليم.

وكلما تقدمت التكنولوجيا وكلما زاد مستوى معرفة الفرد بها كلما زادت فاعلية التعليم كما عرفتها الأسس الخمسة فى تقريرSloan-C . وهذا ما دعا لوجود نحو 3.2 مليون طالب يستفيدون من التعليم عن بعد وهذا العدد يزداد زيادة مطردة.

ودعنا نحسب ماتحقق من توفير فى الفصول والمعامل ومكان الدراسة. فمن المعقول أن يكون مثلا لكل طالب فى المتوسط مساحة 36 متر مربع لكل طالب منتظم فى الجامعة. وبالتالى يحتاج عدد 3.2 مليون طالب إلى مساحة تقدر بحوالى 110 مليون متر مربع قد تم توفيرها.

وبالتالى فإن وضع التعلم عن بعد الآن وباستخدام تقنية التعليم الإلكترونى أصبح يكافىء إلى درجة كبيرة التعليم وجها لوجه.

www.majalisna.com