الخميس، 14 مايو 2009

دور التعليم الالكتروني في تطور التعليم عن بعد---نايل محمد حسن




دور التعليم الالكتروني في تطور التعليم عن بعد وتطور مراحله


تزداد أعداد الذين يتعلمون عن بعد منذ نشأة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية العالمية. ففى عام 2005 سجلت الأرقام عدد 302 مليون طالب فى التعليم الجامعى سجلوا على الأقل فى مقرر دراسى واحد من خلال الإنترنت أى أنهم بعيدون عن القائم بالتدريس ومفصولين تماما عنه زمانا ومكانا. هذا العدد تضاعف فى خلال الثلاث سنوات الأخيرة. فطلاب التعلم عن بعد يمثلون 17% من مجموع طلاب التعليم الجامعى فى الولايات المتحدة الأمريكية [1]. هذه النسبة الكبيرة فى طلاب التعلم عن بعد هى نتيجة التقدم التكنولوجى وما واكبه من ظهور تقنيات التعليم الإلكترونى وتطبيقاته. ومن المهم تحديد ما أضافه التعليم الإلكترونى إلى التعلم عن بعد.


مراحل التعليم عن بعد

فقد مر التعلم عن بعد بثلاثة مراحل (أجيال) أساسية. فالمرحلة الأولى كانت تعتمد على تسليم الطالب عدد من الكتب أو المادة العلمية المطبوعة من خلال البريد. وكان إتصال الطالب مع القائم بالتدريس من خلال البريد. والمرحلة الثانية إعتمدت على الإذاعة السمعية والمرئيةaudio/video وهذا تم تطويره إلى التسجيلات السمعية والمرئية وكان اتصال الطالب مع القائم بالتدريس يتم من خلال التليفون أو من خلال البريد الإلكترونى فى بداية التسعينات. أما المرحلة الثالثة فتعتمد على تكنولوجيا الإنترنت والتعليم الإلكترونى.



وبالطبع لم يكن هناك شك فى أن كلا من الطالب والقائم بالتدريس كانا يجدان التعليم من خلال وسائط الإذاعة السمعية والمرئية أكثر فعالية من التعليم من خلال المراسلات المطبوعة. وكذلك ازدادت فعالية التعلم والتى أصبحت تقارب طريقة التعليم وجها لوجه face-to-face instruction والتى تستخدم فى الفصول التفليدية.



ولكن كانت تلك الطريقة عالية التكلفة مقارنة بالطريقة التقليدية والتى ترتبط بالفصول. وقد أتاحت القنوات العامة للإذاعة والتلفزيون فرصة كبيرة للتعلم عن بعد ولكنها عالية التكلفة مما أدى إلى ظهور القنوات الإذاعية ذات القنوات المغلقة وهى وإن كانت أقل تكلفة إلا إنها محدودة الإستخدام نظرا للحاجة إلى استخدام تطبيقات الميكروويف ومستقبلات الأقمار الصناعية لبث هذه المقررات. وباستخدام هذا الجيل من التعلم عن بعد كان يمكن للطلاب تناول المقررات فى العمل أو أماكن أخرى. وميزة انخفاض تكلفة التسجيلات السمعية/المرئية زادت من شيوعها حيث يمكن تشغيل هذه التسجيلات الشريطية العديد من المرات وفى البيت أوالعمل.



أما الجيل الثالث من تكنولوجيا التعلم عن بعد فهو يعتمد على تكنولوجيا الإنترنت وتكنولوجيا التعليم الإلكترونى حيث ساهمت هذه التكنولوجيا فى انتشاره وخفضت من تكلفته بالإضافة إلى زيادة فاعلية التعلم ورضاء كل من القائم بالتدريس والطالب. ويمكن تقسيم الطرق الشائعة الآن إلى نوعين: التقنية المتزامنة Synchronous أو ما يعرف باللقاء الآنى Real-time conferencing والغيرتزامنية Asynchronus أو اللقاء عند الطلب on-demand access .



الأسس الخمسة لفاعلية التعلم عن بعد


لتقييم فاعلية التعلم عن بعد والذى جاء فى تقرير [2] Sloan-C Consortium إنه يجب عمل إطار مرجعى للتقييم. فقد أورد التفرير أن ان لإطار المرجعى للتقييم يعتمد على خمسة أسس. وعلى ضوء هذه الأعمدة الخمسة يمكن تعيين قيمة التعليم عن بعد وتقييم فعاليته. هذه الأسس هى:



1- فاعلية التعلم Learning Effectiveness

لكل عملية تعليمية مجموعة مخرجات تعليمية معينة (برنامج دراسى، مقرر، منهج). ويمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تسهل تحقيق هذه المخرجات بالتدعيم الفعال لتقنية التعليم الموجودة، أو بتوسيع الخيارات المتاحة لتصميم المقرر أو بتشجيع تطوير واستخدام طرق تعليمية جديدة وفعالة فى نفس الوقت. فيعتبر التعليم وجها لوجه face-to-face instruction هى أساس المقارنة عند محاولة تقييم فاعلية التعلم. وبالتالى عند تقييم تنولوجيا التعلم عن بعد يؤخذ عامل مهم وهو مدى مواءمة طريقة التعلم مع طريقة التعليم التقليدية "وجها لوجه"

2- التكلفة

استخدام التكنولوجيا لايكون مجانيا. فهو يزيد من إنتاجية الفرد ويساعد على استخدام منتجات وخدمات جديدة. ويقلل من التكلفة الكلية فى بعض الأحيان. فتكنولوجيا التعلم عن بعد فتحت أسواقا جديدة وساعدت على تطور أسواق موجودة. وكما فى فاعلية التعلم فإن التعليم وجها لوجه هو الساس عند مقارنة التكلفة للتعلم عن بعد.

3-سهولة التناول Access

وهذه تعتبر أساس التعلم عن بعد. حيث أن الهدف الأساسى للتعلم عن بعد هو إتاحة الفرصة لهؤلاء الذين لايمكنهم حضور المحاضرات والدروس. فتتابع أجيال من التكنولوجيا أدى إلى الوضع الحالى للتعلم عن بعد والذى عن طريقه يكون التناول العالمى هو الهدف الأساسى: متاح لكل فرد وفى أى مكان وفى كل وقت. وكلما زادت درجة تحقيق ذلكبواسطة التكنولوجيا الحديثة كلما مثل ذلك إعتبارا هاما.

4- رضاء أعضاء هيئة التدريس Faculty Satisfaction

التعلم عن بعد يضع مطالب جديدة من هيئة التدريس. فهناك طالب ذو تكوين جديد ويجب أخذ ذلك فى الإعتبار.وهناك تقنية جديدة يجب ان تتعلمها هيئة التدريس وأن تعتاد إدخالها فى العملية التعليمية. فطريقة التعليم التقليدية والتى عهدناها فى عملية التعليم وجها لوجه قد تغيرت وحل مكانها إسلوب ونهج للتعلم مختلفين. ويوجد متطلبات جديدة تم وضعها على وقت القائم بالتدريس وذلك بدون تخفيض هذا الوقت فى أشياء أخرى. وفى هذه البيئة التى تم تغييرها لايمكن الحصول على رضاء اعضاء هيئة التدريس. فهو يتأثر بعوامل أخرى كثيرة غير عامل التكنولوجيا مثل التعويض عن الوقت، الإعتراف بالجهد المبذول، دعم الطالب وأعضاء هيئة التدريس الآخرين.

5- رضاء الطالب

يعتبر الجيل الحالى من الطلاب أكثر لللإجاه الإستهلاكى عن أسلافه. فالمتعلمون عن بعد عادة يكونون أكبر سنا، أغلبهم متزوجون ولهم أسر، وفى أغلب الأحيان يعملون. وبالإضافة إلى فاعلية التعليم والتكلفة فإن ملاءمة التعلم وإدارة الوقت يعتبران عاملان مهمان لهما. وتكنولوجيا التعلم عن بعد يجب أن توفرلهم الرضاء على جميع الأبعاد. وهذال لايشمل فقط تكنولوجيا التعليم ولكن أيضا جميع التقنيات التى تساهم فى التسجيل، القبول، الإرشاد الأكاديمى، والخدمات الطلابية الأخرى.



دور التعليم الإلكترونى فى تحسين التعليم عن بعد

عند تحليل الوضع الراهن للتعلم عن بعد يجب أن نأخذ فى الإعتبارعاملين أساسيين وهما: التكنولوجيا الداعمة للدراسة الذاتية والتكنولوجيا الداعمة لتفاعل الطلاب فيما بينهم والتفاعل بين الطلاب والقائم بالتدريس[3].

والعامل الأول وهو التكنولوجيا الداعمة للدراسة الذاتية فهو يعتمد على المقررات الإلكترونية التى يتم تنزيل ملفاتها downloaded files وهى تخلق بيئة تعليمية تشابه تلك التى فى الفصول أو ما يعرف بطريقة التعليم وجها لوجه face-to-face instruction وهى تحقق الأعمدة الخمسة لفاعلية التعليم: رضاء الطالب، رضاء القائم بالتدريس، انخفاض التكلفة، سهولة التناول. واستخدام هذه التقنيات معا يخلق بيئة تعلم تشابه كثيرا الفصول التقليدية. أما العامل الثانى وهو التفاعل فيما بين الطلاب فعادة ما يحدث عن طريق البريد الإلكترونى، المحادثات الحية live chat، التليفون، المؤتمرات السمعية المرئيةaudio/video conferencing. وكذلك التفاعل مع القائم بالتدريس.

وأحيانا يلجأ القائم بالتدريس إلى استخدام طريقة تعتبر مزيج من عدة عناصر للإتصال الحى والإتصال الغيرتزامنى . حيث تستخدم هذه الطريقة آليات وأدوات متعددة والتى تزداد من خلالها فاعلية التعليم.

وكلما تقدمت التكنولوجيا وكلما زاد مستوى معرفة الفرد بها كلما زادت فاعلية التعليم كما عرفتها الأسس الخمسة فى تقريرSloan-C . وهذا ما دعا لوجود نحو 3.2 مليون طالب يستفيدون من التعليم عن بعد وهذا العدد يزداد زيادة مطردة.

ودعنا نحسب ماتحقق من توفير فى الفصول والمعامل ومكان الدراسة. فمن المعقول أن يكون مثلا لكل طالب فى المتوسط مساحة 36 متر مربع لكل طالب منتظم فى الجامعة. وبالتالى يحتاج عدد 3.2 مليون طالب إلى مساحة تقدر بحوالى 110 مليون متر مربع قد تم توفيرها.

وبالتالى فإن وضع التعلم عن بعد الآن وباستخدام تقنية التعليم الإلكترونى أصبح يكافىء إلى درجة كبيرة التعليم وجها لوجه.

www.majalisna.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق