الخميس، 14 مايو 2009

انماط التعليم عن بعد----عبد العزيز محمد حسب الله

أنماط التعليم عن بُعد:
تتطوّر أنماط التعليم عن بُعد وتتعاقب أجياله بتطور وسائط نقل المعلومات المستخدمة فيه كما يوضح ذلك التالي: [9: 14 ]

الجيل الأول
الجيل الثاني
الجيل الثالث
الجيل الرابع
التعليم بالمراسلة عن طريق المطبوعات
التعليم باستخدام الوسائط التعليمية التالية :
المطبوعات
الوسائل السمعية
الوسائل البصرية
الوسائل السمعية بصرية
برامج الحاسوب

وامتاز هذا الجيل بالتواصل بين المعلم والمتعلمين سمعياً،وكتابياً،وبث المادة حيّة عن طريق البث الإذاعي أو البث التلفزيوني
واستخدم في هذا الجيل الأقراص المدمجة،والمكتبات الالكترونية،والوسائط المتعددة،والإنترنت كمصدر للمعلومات أولنقلها وتبادلها

يلاحظ من السابق أن الجيل الرابع من أنماط التعليم عن بُعد يتمتع بأفضل مواصفات لتقنيات التواصل المستخدمة للتعليم عن بُعد،ويلاحظ أيضاً " أن التعليم عن بُعد ليس جديداً،لكن الجديد هو المفهوم الإلكتروني للتعلم عن بُعد electronic distance learning ( EDL)" [10]
"وقد أثر ظهور التقنيات الحديثة وخاصة الحاسب الآلي في استخدام بعض المصطلحات التي قد تعبر عن التعليم عن بُعد،من هذه المصطلحات: التعليم المفتوح open learning ،والتعلم عن بُعد tele- learning ،والفصل الالكتروني الافتراضي virtual electronic classroom،والتعليم الالكتروني.e-learning." [11 : 8]

ثانيا – مبررات الأخذ بنظام التعليم عن بُعد:
هناك مبررات عديدة تدفعنا للأخذ بنظام التعليم عن بُعد منها :
1. أنه يرتبط بفلسفة التعليم المستمر،ليس من أجل التعليم وحده ولكن من أجل التعليم والتنمية و مواجهة المتطلبات والحاجات والمهارات التي تُستحدث يوماً بعد يوم،وفي شتى المجالات.[ 12 : 5]
2. أنه يتناسب مع التقدم العلميّ السريع والتراكم المعرفيّ الكبير الذي نعيشه هذه الأيام فمتابعة الجديد في مجال ما كالطب،وهندسة الحاسب الآلي مثلاً يمكن أن يتم عن بُعد يومياً عبر الشبكة العالمية للمعلومات ( الإنترنت )؛لهذا يعتبر الأخذ بهذا النوع من التعليم مواكبة للعصر و مسايرة لظروف الحياة التي نعيشها اليوم.
3. ما أثبته البحث العلميّ من أن الحاجز المكاني ليس له تأثير سلبيّ على مخرجات التعليم أو التحصيل العلميّ،فكثير من الدراسات تشير إلى أنه ليس هناك فرق في التحصيل الأكاديمي بين الطلاب الذين تلقوا تعليمهم عن بُعد وبين أقرانهم الذين تلقوا تعليمهم في حجرات الدراسة.[ 13: 17]


ثالثا – ايجابيات الأخذ بنظام التعليم عن بُعد:[ 14]
إنّ لتطبيق نظام التعليم عن بُعد ايجابيات كثيرة منها :
1. التغلب على العائق الزمني الذي يحرم الكثير من الدارسين الذين لا تتلاءم ظروفهم العلمية والعملية والحياتية مع الجداول الدراسية للتعليم النظاميّ.
2. التغلب على العائق الجغرافيّ الذي يحرم الكثير من الدارسين من الالتحاق بالتعليم العالي النظاميّ إما لبعد المسافة أو لضيق السعة المكانية المتاحة للمؤسسة الأكاديمية.
3. الاستفادة القصوى من الطاقات التعليمية المؤهلة بدلاً من الحد من إمكانياتها في تعليم عدد محدود من الدارسين في الجامعات النظامية،بل يستفيد منها عدد غير محدود من الدارسين عبر التقنية الحديثة للاتصالات ونقل المعلومات .
4. هو نظام تعليمي يواكب التطوّرات في مجال تكنولوجيا نقل المعلومات والاستفادة منها في التعليم.
5. هو نظام لا يخضع لقيود الزمان والمكان و لا يستوجب الالتقاء المباشر بين الدارسين والمدرسين،فهو نظام يجسد حرية نقل المعلومات وحرية الاختيار.


رابعا – سلبيات الأخذ بنظام التعليم عن بُعد:
من أبرز سلبيات التعليم عن بعد ما يلي:
1. غياب القدوة والتأثر بالمعلم في هذا النوع من التعليم
2. لا يمكّن هذا النوع من التعليم من اكتشاف المواهب والقدرات لدى المتعلمين.
3. لا ينمي القدرة اللفظية لدى المتعلم.
4. قد يتسرب للمتعلم الملل من طول الجلوس أمام الأجهزة
5. غياب الجانب الإنساني في العملية التعليمية،لغيابه في الآلة
6. التعلم عن بُعد يضعف العلاقات الاجتماعية لدى المتعلم
7. يؤثر التعلم عن طريق الآلة على الناحية الصحية لدى المتعلم.
8. ارتفاع تكلفة هذا النوع من التعليم خاصة في بداية التأسيس و ما تحتاجه هذه المرحلة من أجهزة متطوّرة في وسائل الاتصال الحديثة وتقنيات المعلومات،وكذلك تكلفة الصيانة الفنية،إنها تكلفة تكنولوجيا التعليم و ما يرتبط بها من تكلفة إعداد المادة العلميّة وتصميمها وتكلفة الإرسال عبر الأقمار الصناعية وتكلفة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والفنيين العاملين بالمراكز المتخصصة [15]
9. التدريس بإسلوب التعليم عن بُعد يحتاج من المعلم الكثير من الوقت في إعداد المقررات،والتوصيف الدقيق لها،والمواد التفصيلية وكافة الوسائط المساندة التي سيعتمد عليها المتعلم عن بُعد،ويرى البعض أن الوقت المطلوب لإعداد مقرر عن بُعد يزيد بحوالي (66%) من الوقت المطلوب لإعداد مقرر عادي [16]
10. إن الوقت المطلوب للاستجابة إلى استفسارات المتعلمين إلكترونياً يزيد كثيراً عن الوقت المطلوب للإجابة على نفس الأسئلة في التعليم المعتاد وجهاً لوجه.


خامسا - مقترحات للأخذ بنظام التعليم عن بعد :
في ضوء ما سبق يقترح الباحث الأسلوب التالي للأخذ بنظام التعليم عن بُعد؛ نظراً للبعد الجغرافي بين المعلم والمتعلم في التعليم عن بُعد ولحاجة المتعلم صغير السن للتأثر بأخلاقيات المعلم وسلوكه فإنه من الأنسب أن يقتصر التعليم عن بُعد على التعليم الجامعي وما فوق،وقد أكدت الأبحاث العلميّة أن أداء الطلاب الأكبر سناً أفضل من غيرهم في التعليم عن بُعد؛ لأن العمر يوفر التمييز والانضباط الشخصيّ للطالب [ 17] إضافة إلى أن للطلاب كبار السن حاجات،وأهداف،وحوافز تدفعهم للتعلم،وأن يُستفاد منه في التدريب وإعادة التأهيل للموظفين الذين هم على رأس العمل،إضافة إلى أن الأخذ بالتعليم عن بُعد لا بد و أن يخضع للاعتماد الأكاديمي من جهات معتمدة " فإذا كانت الجامعات التي تنفذه معتمدة أكاديمياً فالغالب أن الشهادة التي تمنحها على نمط التعليم عن بُعد بنفس الجوّدة وتخضع لنفس المعايير التي تخضع لها شهاداتها في التعليم الحضوريّ " [18: 39] ،وأن يُنفذ تحت الإشراف المباشر للهيئات الأكاديمية لضمان مصداقيته،ولكي تظل المباديء التربوية كالجودة وطرق التدريس وأساليب التعلم هي المعايير الأساسية لتطوير مقررات التعليم عن بعد لابد أن يصمم تصميماً جيداً؛"لأن التصميم الجيد للتدريس عن بُعد يعزز من الجوانب الايجابية للتقنية المستخدمة ويقلل من سلبياتها المتوقعة" [33:19]، وأن يُركز فيه على الجانب التحصيلي للمتعلم، وأن تعقد الاختبارات بشكل منتظم في مواعيد محددة معروفة سلفاً لدى المتعلمين وتعقد داخل الجامعات وبرقابة تامة منها،إضافة إلى توفر التوجيه والإرشاد والإشراف الأكاديمي مما يسهل على المتعلمين السير في دراستهم.

عبد العزيز محمد حسب الله
سبق عرض هذه العناصر من قبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق